الشخصية الإسلامية، هي تلك الشخصية السوية، القائمة في مبادئها، وأصولها، وآدابها على الإذعان، والانقياد لأوامر الشريعة طاعةً لله ورسوله، فهي الشخصية التي تتعلم آدابها، وتستقي مبادئها من الكتاب والسنة، وتتعرف على تطبيقات ذلك بالاقتداء بسلف الأمة، والتأسي بالصالحين من أبنائها، ممن لهم قدم صدق فيها، إذ يحتاج التكامل والتوازن في بناء الشخصيّة المُسلمة، إلى عدة مرتكزات، وإلى قواعد متعددة المزايا، والصفات من أجل تحديد ملامحها السلوكية والفكرية، والتي بدورها تحدد هوية المسلم، في التعاطي مع مختلف شؤون الحياة، في حيث أن أهم مقومات الشخصية الإسلامية كما ذُكر، هو الإيمان بالله ورسوله، والانقياد لأحكام الشريعة وأصولها، وثقافاتها، ما يدعو إلى أن تكون تلك الأسس صالحة وبعيدة عن كل المؤثرات الخارجية، التي ربما تكون عقبةً أمام بناء شخصية إسلامية، تكاملية بكل المقاييس.
كيف أصل الإسلام لبناء شخصية المسلم، وما هي المرتكزات الأساسية لذلك؟
ما هي أهم المرتكزات التي أسس لها أهل البيت(ع)، في بناء الفرد المسلم، من الناحيتين الروحية والمادية؟
كيف يستطيع الفرد أن يتحرر عن قواعد سلبية كان قد نشأ عليها، وهل يؤثر هذا التحرير على ترميم أو ترقيع الشخصية الإسلامية، بعدما ترعرعت على أشياء خاطئة؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج”حوار الأفكار” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الشيخ صباح الركابي، والدكتور صباح خابط، والشيخ صهيب حبلي.
حيث أوضح الشيخ الركابي، أن المرتكزات الأساسية التي تبنى عليها شخصية الفرد المسلم، تقسم إلى قسمين: القسم الأول هو بناء فوقي، وبناء تحتي، إذ أن البناء الفوقي، يتألف من قسمين: الأول هو البناء الفوقي الأساس، والثاني هو البناء الفوقي الثانوي، ومن ثم يأتي البناء التحتي حيث أن البناء الفوقي الأساس، يعتمد على ثلاثة أمور: الأمر الأول هو التوحيد، والإعتقاد بكل فصائله، كالتوحيد الذاتي، والأفعالي، والأسمائي، الأمر الثاني هو الإعتقاد بالإمامة المطلقة، أيّ الإعتقاد بوجود المعصوم في كل زمان ومكان، سواء كان هذا المعصوم، نبي أو رسول أو إمام، والمرتكز الثالث هو الإعتقاد بالمعاد، بالتالي هذه التي تمثل الأصول الثلاثة، لاعتقاد جميع الموحدين.
وأشار الشيخ خابط، أن في المجتمع الإسلامي، نقيضين: وهذه عادة الشعوب والمجتمعات، والأمم كلها، ليس أفراد فحسب، حيث نجد فيها من يتميز بالعلم والمعرفة، وهناك من يبتلى بالجهل والأمية، وهناك من يتميز بالصلاح والفلاح، وهناك تجد من هو مبتلى بالفشل والفساد، كما أن هناك من يتسامى بمكارم الأخلاق، وآخرين من يتميز بنظرة إيجابية، وغيرهم يحملون نظرة سلبية، فلا شك أن هناك أسباب متعددة، وتداخل فيما بينها ولكن السبب الرئيسي، يرجع إلى تربية الإنسان، إذ أن التربية هنا، هي المسؤولة أو الأساس، لصياغة شخصية الإنسان، بالتالي إذا كانت تربيته قائمة على الصلاح، فستكون سبباً في إضفاء خبرتها على شخصيته، وكذلك العكس، بالنتيجة التربية هي ميزان الإنسان.
كما أضاف الشيخ حبلي، أنه إذا أردنا الإصلاح، فأن أهم أمر هو الضبط الإجتماعي والأسري، فهما الوالدان، اللذان هما الركنان الأساسيان، في تربية الفرد، في حين قد ينضم بعض الناشئة، بعيداً عن هذه الضوابط، فيجتمع مع بيئة أو صحبة سوء، أو تشدد، تخالف الأسس التي تربوا عليها، ولكن المشكلة اليوم، هي البعد عن كتاب الله سبحانه وتعالى، والتمسك بأشخاص وتفضيلهم أكثر من القرآن الكريم، فإذا عدنا إلى الجذور القرآنية وأساسها، بقوله تعالى: “قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها” بالنتيجة عمل الإسلام، على تهذيب النفس وتسخيتها، والمعلم الأعظم، هو النبي محمد(ص)، والإمام علي(ع)، الذي قال: “من علمني حرفاً، كنت له عبداً، ولولا المربي ما عرفت ربي”.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: