تسعى الأمم والمجتمعات الإنسانية إلى بناء قيادة عالمها وفق مرتكزات أخلاقية تجعلها بعيدة عن الاختراقات الفكرية المخالفة من خلال تشييد قواعد معرفية وثقافية قوية تحافظ من خلالها على مساراتها التأريخي تارة معتمدة على إرثها الحضاري وأخرة مستندة إلى المفردات التجريبية فالبناء القيمي والأخلاقي لكل أمة يشكل حسن إذا ما وجدت أهتمام حقيقي من قبل علمائها ومفكريها وقادتها الدينين ولاشك أن أمتنا الإسلامية كانت سباقة في هذا المزمار إلا أن تنوع الأختراقات المعرفية الموجهة أخذت حيزها في خلخلة القيم الأخلاقية لدى عموم المسلمين خصوصاً في عصرنا الراهن لأسباب نستعرضها مع ضيوفنا.
ماهي الضوابط التي وضعها القرآن الكريم لبناء القيم الإنسانية هل هناك تميز في التعاطي معها؟
ماهو الدور الذي يلعبه البناء القيمي والأخلاقي على مسار الأمة في التعاطي مع الأرث الثقافي لأمتنا الإسلامية كمجموع من مختلف المذاهب؟
ماالذي يشكله البناء الفكري والأخلاقي على حصانة الأمة والمجتمعات كما كانت هناك هجمات متكررة على تاريخ تلك الأمة هل يمكن من الأمم أن تصمد لهذا الاختراق الثقافي على أقل تقدير؟
هذا ما سلطنا الضوء عليه في برنامج”حوار الأفكار” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الشيخ مجيد العقابي، والدكتورة مواهب الخطيب، والمحامي عبد العزيز القطان.
حيث وضح العقابي، أن القرآن الكريم هو الوثيقة الثابتة التي مادخل الباطل في ثناياها وقد سلط الضوء عليها، وهو جامع ومانع تعامل بالكليات ولكنه هو قعد لهذه المعاني من خلال السنة النبوية التي تعتبر الكاشفة للنصوص القرآنية، بالنتيجة أن القرآن الكريم كما يشر في آية التالية: بسم الله الرحمن الرحيم”إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”صدق الله العظيم، وكل شيء وجد في القرآن الكريم لتنظيم حياة الإنسان في الدنيا والأخرة ومن هنا عملية في المباني الفكرية فعملية القيم والسلوك نص عليها القرآن الكريم.
وأضافت الخطيب، أن المنظومة القيمية لأهميتها اليوم الشعوب تتصارع وتتنافس في إيجاد منظومة قيمية حتى تكون محرك ودافع للأمم والتقدم، أي اليوم لو تشهد الحركة التكنولوجية المنبثقة في اليابان وعملية الإتقان عندهم نابعة من مبنى قيمي فالمنظومة القيمية لها أثر في تطوير الأمة، لذلك الكل يطمح بأن يكون له منظومة قيمية، لكننا نحن باعتبارنا مسلمين ومتبعين للأديان التوحيدية نرى السماء لم تترك لنا هذا المجال حتى نحن نجرب لتأسيس في منظومة قيمية هي أعطتنا التنظير أن الخلل يكمن في تدريب وتحويل هذه الأمة إلى مهارات كما يفعل رسول الله(ص) أي لا ينقل لهم أية أخرى إلا بعد أن يتقنوا كسلوك عملي الأية التي سبقتها.
قال عبد العزيز، أن الأمة تمتلك رصيد غزير جداً للنظريات الإلهية وقيم قرآنية، إذا أردنا أن نتكلم عن سورة الفاتحة عن صراط المستقيم لرب العالمين الذي أمرنا به الله تعالى، هذه القيم الموجودة في هذه الكلمة اليوم بعد الانفتاح التنكولوجي نحنا سقطنا أمام هذه الهجمة فالغرب جاء بهذه الهجمة عن طريق الموبايل، ومواقع التواصل الاجتماعي لكن مانجرف أحد كما انجرف العربي والمسلم، والتعطش عند العرب والمسلمين جعلهم يذهبوا لهذه الأمور وتركوا قيمنا، فالمشكلة ليست في الموروث بل بتوصيل الموروث للشخصية المسلمة، وأن النصوص الدينية فيها الكفاية والخير لكل الإنسانية.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: