لقد عاش الإمام الحسن عليه السلام مرارة المحنة والخيانة لأهل البيت (ع) بعد وفاة جده المصطفى (ص) ، ورأى بأمّ عينيه المصائب العظيمة التي حلّت بالبيت النبوي الشريف من احراق الباب وعصر أمّه سيدة النساء بالباب وسقوط جنينها محسن والمسمار الذي مزق صدرها وكسّر ضلعها وصفعها على خدّها وقود أبيه بحمائل سيفه نحو المسجد للبيعة قهراً وهرولة أمّه وراءهم وهي تناشدهم بأن يخلّوا سبيله وتهددهم بأن تكشف رأسها للدعاء عليهم، فخافوا ذلك وأطلقوا سراحه، وما إلى ذلك من مصائب جليلة يشيب لها الصغير.
هذا ماتطرقنا إليه في برنامج” وأنتم بخير” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الناشطة النسوية نورة العامري، المحامية دعاء الجابري، والقانونية هبة مهدي، والباحثة الاجتماعية ايمان صبيح، وأستاذة التنيمة البشرية وحدان التميمي.
حيث وضحت الناشطة العامري، أن أشهر رمضان له دلائل الجود والكرم وأن الصفة الأكثر شبه بالإمام الحسن(ع) هي صفة الكرم، وملقب بكريم أهل البيت(ع)، أن هذه الصفة لم تأتي بلا أسباب ومبررات، وهناك رواية تقول: “جاء رجل يسأل الإمام الحسن(ع)، مالك لا أراك ترد سائلاً وإن كنت ذا حاجة، يقول: لإنني سائلاً لـلله، فأستحي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً، فإن الله عودني أن يمتعني بفضله، وأنا أنعم بما لدي فإني أخاف إذا قطعت العادة تنقطع عني العادة”.
وأضافت المحامية دعاء، إن منزلة الإمام الحسن(ع) عند الله عز وجل كبيرة فهو الذي سماه بالحسن، وأن خلافة هارون من موسى شبهها بخلافة الإمام علي(ع) من النبي محمد(ص)، فهذا يثبت أن هناك منزلة رفيعة للإمام حسن(ع) عند الله تعالى.
وبدورها، أعربت القانونية هبة عندما نتكلم عن الإمام حسن(ع) فنحن لا نتكلم عن شخص عادي، إنما شخص نشأ في حضن رسول الله(ص)، فعندما كان رسول الله(ص) يصلي أو يقرأ قرآن يكون الإمام من حوله يأخذ من علمه فأخذ من هيبة وقدرات وشجاعة النبي(ص) الذي انعكست عليه في مرحلة الشباب والنضج وفي مرحلة الخلفاء الراشدين، عندما استلم الأمور السياسية فكان جنباً إلى جنب مع الإمام علي(ع).
وقالت الباحثة صبيح، يوجد عدة أسئلة كان يطرحها الإمام الحسن(ع) للرسول(ص) منها ما جزاة من يزورك بعد مماتك، فقال له(ص):”من زارني بعد مماتي له الجنة، ومن زار أباك بعد مماته له الجنة، ومن زارك يا حسن بعد مماتك له الجنة”، فهذا الشخص عمل بما أمر به الله وتارك بما نهى عنه الله تعالى، وإنه يؤمن بما جاء رسول الله (ص) وبما جاء به أهل البيت(ع).
وأضافت أستاذة التنمية وحدان، أن الإمام الحسن(ع) تربى ونشأ وترعرع في أعظم الجامعات وهي جامعة الرسول(ص) وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء(ع)، فكان رسول الله يخطب في المسجد ويأتي الإمام الحسن(ع) وهو صغير العمر للسيدة فاطمة الزهراء(ع) لينقل لها ما قاله الرسول نصاً وحركات، فكان يأخذ العلم ويذقه ذقاً من رسولنا الكريم(ص)‘ بحيث قال عنه(ص) لو أن العقل رجلاً لكان الحسن(ع).
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليويتوب: