الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر، لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه عزَّ وجلَّ ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء؛ حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا، ويفوز بالنَّعيم في الآخرة؛ إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط، كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط.
و في برنامج” نور فكرك” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، سلطنا الضوء على الفرق بين الخوف والرجاء، مع الشيخ أسامة بلال.
حيث وضح الشيخ بلال، أن الشريعة الإسلامية ركزت كتاباً وسنةً على الخوف من الله والرجاء بالرحمة من الله تعالى، والخوف هو أن يستشعر الإنسان أن الله تعالى قد أمر وطلب ولابد أن يطاع لأنه إذا عصي فهناك عذاب شديد وعقوبة عظيمة، والمورد الذي يختلف فيه الخوف عن الخشية هو أن الخوف حسب العادة يكون من عقوبة مادية أو عذاب أخروي، أما الخشية فهي أدق من ذلك فأن الإنسان الذي يخشى من الله ليس من العقابات بالأخرى، لذلك ورد في الأية المبارك، بسم الله الرحمن الرحيم” وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” صدق الله العظيم.
وأضاف الشيخ بلال، أن الفرق بين الخوف والخشية هو واضح، فالخشية نظراً إلى الصورة المعنوية للجبار الله تعالى التي تجعل عند الإنسان خشية من الله نظراً لتلك الحالات المعنوية، أما بالنسبة للخوف لابد أن يكون الإنسان المسلم خائف من الله ومن العقوبة الأخرة، أما الرجاء أن يكون للإنسان الرغبة والأمل بأن يغفر الله تعالى ويشمله برحمته بالرغم من وجود المعاصي والذنوب، وورد في روايات أهل البيت(ع) معنى دقيق أي لابد أن يتساوى عند الإنسان الخوف والرجاء أي الخوف 50% مع نسبة الرجاء، ويكون هناك ميزان له طرفان متساويان يضع في الطرف الأول الخوف والطرف الثاني يوضع به الرجاء، ولايحق أن يغلب إحداهما الأخر.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: