إن علياً عليه السلام، هو العطاء الحضاري الواسع الشامل المستمر، بكل ما للعطاء من معنى مشرق وجميل، ففيه السعادة للإنسانية جمعاء، فلولا علمه الذي لا يستغني عنه إنسان فما عُرف حقّ ولا عُرفت حقيقة، ولولا تأديبه وتربيته التي تحتاجها البشرية أكثر من الغذاء، فما استقام سبيل ولا انتظمت قيم ولولا أنه أعطى ولم يبخل، وضحى ولم يتردد واضعاً دمه على كفه، في كل غزوة وفي كل معركة.
ما مدى علم أمير المؤمنين(ع)، وكيف كانوا “الفلاسفة والأدباء والعلماء” أمام بحر علوم الإمام علي(ع)؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج “هكذا كان علي” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع المقدم جاسم سعيد.
حيث أوضح المقدم جاسم سعيد، أنه قد ارتجف الفلاسفة الذين طاروا بأجنحة الفكر من بحار علي(ع) قطرات معدودة، فسموا “فلاسفة”، واستقى المحققون الجهابذة “غرفة” من عظيم فيظه فسمي الواحد منهم “عالم”، وأتاه طلاب الفصاحة والأدب لكي ينتهلون فقرات من كلامه، الذي قيل فيه أنه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين، فسموا “خطباء فصحاء أدباء”، ويبقى الجميع فيما حملوه بالنسبة لأسد الله الغالب(ع)، كنسبة العدم أمام الوجود ونسبة الظلام أمام النور.
وأضاف المقدم جاسم سعيد، أنه وكما جاء في الحديث الشريف، الذي يتكلم عن علم الإمام علي(ع)، والمتفق على روايته عامة المذاهب الإسلامية، من أوثق المحدثين، ألا هو: “أنا مدينة العلم وعلي بابها” وبطبيعة الحال فإن الرسول الأعظم(ص)، لا يضع المفتاح لباب المدينة، إلّا في يد عالم أمين وبليغ وعارف بكل امور الحياة، حيث أن العلم الذي يشير إليه نبي الله(ص)، هو علم شامل لكل أنواع العلوم والمعارف، الذي يحتاجها كل مسلم مؤمن في دنياه وأخرته.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: