معركة صفين، هي المعركة التي دارت رحاها بين أمير المؤمنين(ع) وجيشه من جهة، وبين معاوية وجيشه الذي عرف بـ “القاسطين” من جهة أخرى، وذلك في شهر صفر من السنة السابعة والثلاثين للهجرة في منطقة صفين قرب مدينة الرقة السورية، ووصفت أنها من أعنف و أشرس المعارك في التاريخ الإسلامي، حتى زاد عدد القتلى فيها على عشرات الآلاف، وانتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين للهجرة.
أحداث المعركة:
التقى الجيشان في منطقة صفين التي تقع بالقرب من مدينة الرقة السورية، فأرسل أمير المؤمنين عليه السلام مالكاً الأشتر مؤكداً عليه أن لا يبدأهم بقتال، إلا أنّ الشاميين وبمجرد وصول الأشتر إلى المنطقة واجههوه بالحرب، واشتعلت المعركة بينهما مما اضطر الشاميين إلى التقهقر والتراجع أمامه.[23]
نتيجة الحرب:
ما أن رفع الشاميون المصاحف حتى سرت الفتنة في جيش أمير المؤمنين عليه السلام، وانطلت عليهم الخدعة، فانقسوا إلى فريقين. فجاءه عليه السلام زهاء عشرين ألفاً، فنادوه عليه السلام باسمه لا بإمرة المؤمنين، يا علي أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه – و إلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم. فقال لهم:
«ويحكم أنا أول من دعا إلى كتاب الله وأول من أجاب إليه، وليس يحل لي ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله، فلا أقبله إنّي إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن، فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم ونقضوا عهده، ونبذوا كتابه، ولكني قد أعلمتكم أنهم قد كادوكم، وأنهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون». وبهذا انتهت المعركة إلى القبول بالتحكيم.[29] في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة.[30]
عدد شهداء جيش أمير المؤمنين(ع)، وعدد قتلى الشاميين:
ذهب أكثر المؤرخين إلى أن عدد القتلى من الجيشين بلغ سبعين ألفاً، منهم 45 ألفاً من الشاميين، و25 ألفاً من جيش أمير المؤمنين عليه السلام.[31]
المصدر والمراجع:
البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص12.
ابن أعثم، الفتوح، ج2، ص375.
ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج3، ص89.
البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص211.
المجلسي، بحار الأنوار: ج32 ، ص368- 369.
المجلسي، بحار الأنوار: ج32، ص369.
الطبري، تاريخ الطبري: ج3، ص70.
جعفريان، تاريخ خلفاء، ص276.
ابن مزاحم، وقعة صفين، ص215.
ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج3، ص166 – 167.
ابن مزاحم، وقعة صفين، ص196.
البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص305.
ابن مزاحم، وقعة صفين، ص478.
ابن مزاحم، وقعة صفين، ص490.
اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص188؛ ابن الخياط، تاريخ ابن الخياط، ص191.