الحبّ في الله من أسمى علاقات الحبّ وأعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، يتبادل فيها المحبّون والمتصاحبون مشاعر الأُلفة والمودّة التي يحثّ عليها ديننا الحنيف، ويكسبون حبّ الله ورضوانه والكثير من المنافع في دنياهم وبعد مماتهم، ويتّبعون بحبّه خُطى الأنبياء والصّالحين من عباد الله، على أن يكون الحبّ في الله خالصاً نقيّاً خالياً من المنافع والشّروط والمصالح.
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج” رسائل رمضانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الشيخ توفيق علوية، والشيخ صهيب الحبلي.
الصيام لايكون إلا أن يختلط مع الحب لذلك قال العلماء ما الفرق بين الخشية والخوف عندما تخاف من شيء تهرب منه ولكن عندما تخاف من الله تهرب إليه ففروا إلى الله، فالخشية هي خوف مغلف بالحب لذلك أن الإنسان المحب لـلله عز وجل فنحن لم نعبده طمعاً بالجنة لإنها مخلوق، ونحن لانتعلق بمخلوق، ولا من نار لإننا لانخاف من مخلوق، إنما عبدناه حباً به قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم” قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” صدق الله العظيم، و قال أيضاً:”قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”، الكثير من العلماء قالوا أن هذه الآية هي تهديد لمن يفضل هذه الأشياء على محبة الله تعالى.
وأضاف الشيخ علوية، يمكن أن نجعل للحب أقسام ودرجات ونستطيع أن نقول إنها على قسمين بالنسبة للمؤمن ولغير المؤمن وإذا أتينا إلى أربعة نماذج سواء كان نبي أو وصي ومؤمن وكافر وفاسق، هناك من يكون كل محور وجوده الدنيا وحبه مستغرق في الدنيا ولايخرج من هذا الحب، وهو المنكر لـلله تعالى والغيب وهناك من يجعل الدنيا مركزية حبه ولكنه قد يخرج منها أحياناً، فنرى العديد من الناس يدخلون شهر رمضان بالحب للآخرة وعندما ينتهي من شهر رمضان يعودون إلى مركزية حب الدنيا، أما المؤمن فمركزية حبه الله تبارك وتعالى ولكنه قد يخرج من هذا الحب إلى الشهوى والبلية والنذوة لكن سرعان مايرجع هذا المؤمن الذي مركزيته إلى حب الله وعشقه.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: