قال تعالى: “ولقد خلقنا الإنسان في كبد”، آية جليلة اختصرت حقيقة الحياة التي جبلت على الأكدار والأقذار، وفي هذه إشارة ولفتة من المولى جل في علاه إلى هذا المخلوق الضعيف من أجل أن يدرك ويتبصّر، حتى إذا ما استقر في خلده ذلك صبرعلى نكباتها وتقلباتها، التي ما كادت تدني الفرد حتى تقصيه.
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج”رسائل رمضانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع فضيلة الشيخ صهيب حبلي والشيخ توفيق علوية.
حيث وضح الشيخ علوية، بأن هناك ملازمة بين الصوم والصبر وهناك بعض الآيات القرآنية تقول: بسم الله الرحمن الرحيم “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ” صدق الله العظيم، وفسر في الصبر الصوم ولكن كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى الصبر للوصول إلى مبتغاه إلا من خلال الصبر وإذا رجعنا إلى اللغة نجد أن الصبر هو التجمل والتحمل عند المشاق وحمل النفس على الطاقة من أجل أن تحمل هذا الشيء الذي تصبر عليه وأجمل تعبير للصبر هو أن الصبر تجمل عند الفاقة ، كما قالت السيدة زينب(ع) في جوابها لذلك الحاكم الذي قتل المولى الحسين(ع)، حينما قال لها: كيف ترين صنع الله بأخيك فقالت(ع): مارأيت إلا جميلا، والإنسان الصابر يتجمل عند الفاقة.
وأضاف الشيخ الحبلي، أن الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله فقال الله تعالى واعداً: بسم الله الرحمن الرحيم”إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ “، وأيضاً “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”صدق الله العظيم، والإنسان عندما يصيب بمصيبة هنا يمتحن، وباعتراضه تصبح المصيبة مصيبتان فبدون الصبر لاتستطيع أن تصل إلى شيء.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: