تعد سورة المدثر المباركة من أوائل السور المباركة التي نزلت على نبينا الأعظم(ص) واختلفت التفاسير في شرحها كما اختلف العلماء في سبب نزولها وهي متنوعة الأهداف وشخصت الكثير من المحطات التي عاشها النبي الأعظم(ص) والتي سيعيشها خلال إعلان دعوته المباركة.
ماهو معنى التدثر لغواً واصطلاحاً، وماذا اراد الله من هذا المصطلح؟
لماذا تناول سماحة المرجع اليعقوبي(دام ظله) سورة المدثر خلال خطبته في العيد المبارك؟
هل اختلفت أسباب نزول سورة المدثر عند المؤرخين والمفسرين، وماهو الرآي الأصوب لأسباب النزول؟
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج”حوار الأفكار” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع سماحة السيد حمزة الميالي، والسيدة سوزان أسعد، وفضيلة الشيخ توفيق علوية.
حيث وضح السيد الميالي، أن سورة المدثر ومعانيها عظيمة، فالمعنى اللغوي والاصطلاحي يبين أهمية هذا الموضوع، ومعنى أدثر أي زال أثره، ولذلك هذا المعنى مستعار من باب الدثار باعتبار بأن المدثر هو الذي يخفي ملامح جسده تحت هذا الدثار ومستعمل في اللغة العربية كثيراً باقتباس المضمون، أي بمعنى أخفى ملامحه، والنبي(ص) حينما تدثر بذلك الدثار أي غطى جسده الشريف، وسمي الكافر بهذا الأسم لإنه يخفي ما فطره الله عليه من الفطر الحسنة والدين الحنيف، واستعملت أيضاً هذه المفردة باللغة الانكليزية، وعندما خاطب الباري عز وجل النبي الأكرم(ص) بأنه كلف برسالة وإيصالها يحتاج إلى عزيمة وهذا الخطاب من باب إظهار أهمية رسالة النبي(ص) وحثه على إيداء مهمته.
بدورها، أعربت السيدة سوزان، كان هناك كلمة لسماحة المرجع(دام ظله) في أول أيام العيد المبارك وتناول هذه السورة العظيمة والمعاني التي وضحها من حيث الاصطلاح ومباطنها الداخلية والخارجية، وتعمد سماحته أن يذكر أول ثلاث آيات منها والمعنى المجمل من هذه السورة لغاية، وهو إننا نحن نرى اليوم بأن المجتمع قد بدأ ينتقل من مرحلة إلى أخرى وهناك رجال وشباب يحتاجون إلى أن يكون له الوعي وخاصة بعد أن كان هناك ظهور الكثير من الظواهر في المجتمع لاسيما بعد انتشار ظاهرة الإلحاد والملاهي، وأماكن الخمور وهذا الأمر يحتاج بأن يكون نهضة رسالية.
وأضاف الشيخ علوية، هناك عدة أقوال حول أسباب نزول وتفسير ظاهرة التدثر يمكن أن نرجعها إلى خمسة أسباب أولها بأن المشركين اجتمعوا لكيد رسول الله(ص) \واتفقوا فيما بينهم أن يوجهوا تهمة إلى النبي(ص) وصفات غير لائقة لأجل إسقاطه أمام الناس وبحثوا على صفة معينة ألا وهي صفة الساحر باعتبار بأن النبي(ص) كان يؤثر على النفوس، وبقولهم أنه يعمل على غسيل الأدمغة وعندما سمع النبي(ص) هذا الوصف فتتدثر أي لبس الدثار، فنزلت هذه السورة لتشجع النبي(ص) وتقول له عليك أن تكون قوي لمواجهة المشركين، وهناك قول ثاني بأن عندما ظهر جبرائيل(ع) على النبي(ص) فلم يتحمل ثقل مواجهته فذهب إلى خديجة وطلب منها الدثار ، والقول الثالث أن النبي(ص) فعلياً كان متدثر في ثيابه ونزل عليه جبرائيل(ع) يخاطبه بالحالة التي كان عليها أي “يأيها المدثر”، وهناك من يقول بأن المدثر بالمعنى المعنوي أي المدثر بغطاء النبوة.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: