لقد نقل التأريخُ لنا صوراً فظيعة وصل لها حال الحاكم في المسلمينو خاصة حال يزيد اللعين، الذي كان يُلبس القرد الألبسة الحريرية الفاخرة والجميلة، ويجلسه كثيرا إلى جانبه أكثر مما يُجلس رجال الدولة والجيش، مروج الذهب ومعادن الجوهر حتى قال الإمام الحسين(ع):”وعلى الإسلام السلام إذ قد بُليَتْ الأمة براعٍ مثل يزيد” وإذا كان الحال كذلك فمن الطبيعي أن يمتنع الإمام الحسين(ع) عن البيعة ليزيد المنحرف سلوكيا، فهنا وضعَ يزيدٌ علناً الإمامَ الحسين(ع) في مواجهة الموقف مباشرةً ، فكان جواب الإمام الحسين(ع):” ومثلي لا يُبايع مثله”.
مامعنى وما المراد من هذا القول؟
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج “الحسين ضمير الإنسانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الدكتور عباس العبودي.
حيث وضح الدكتور عباس، بالحقيقة مصيبة الفراق وحزنه لأن الحسين(ع) لايبكى عليه بفراقه وإنما يبكى على أنفسنا لإننا فارقنا هذه الرسالة والإرث العظيم الذي مثل الرسالة والرسول(ص) والإمام الحسين(ع) حينما صرح بهذا الموقف قال: “مثلي لايبايع مثله”، هذا عنوان يمثل كل معالم الإنسانية أي مثله لايمكن أن يكون قريب من الظلم والظالم وأن يكون في أجواء منحرفة شارب للخمر، مثله الذي يمثل المعالم الأخلاقية العليا التي لاتقترب مع الرزيلة وهؤلاء كانوا عنوان للرزيلة.
وأضاف الدكتور عباس، أراد الإمام الحسين(ع) في خطابة الإنسان والبيعة هنا تشمل كل الإنسانية باعتباره في وسط التجمع الإسلامي هناك المسلم والكافر وعندما يريد المسلم أن يبايع لابد أن تتوفر فيه الشروط العقلية التي تنسجم وتقترب من العدل وهذه الصورة باعتبار أن العدل باب لكل الفضائل الأخلاقية حتى أن لم يكن مؤمن، كان يزيد يدعي الاسلام ويقول لايقترن مع الظلم والظالمين لذلك قدحه الإمام الحسين(ع) قائلاً : “مثلي لايبايع مثله”.
لمتابعة الحلقة عبر اليوتيوب: