لو طرحنا التساؤل التالي ما هي الدروس والعبر الروحية والعلمية والدينية ؟
نجد أنها تجديد العهد وتذكير النفوس بالتعاليم الإلهية ،وتجديد العهد مع الأخلاق السامية والقيم النبيلة .
كما أنها تجديد العهد مع معاني التضحية والفداء ،و مع مبادئ الثوار الشرفاء.
إنها محطة مراجعة الحسابات لئلا تسرق الدنيا الإنسان وتنسيه نفسه .
فثورة الحسين تذكر الإنسان بالواجب والتكاليف الإلهية مقابل السهو والنسيان والطغيان .
نهضة الحسين تذكر الإنسان بمشاهد الآخرة لتقف أمام الدنيا في رغباتها وشهواتها المحرمة .
نهضة الحسين انتصار مبادئ العدل والإستقامة ونكسة للطغاة والعصاة .
نهضة الحسين الإصلاحية ثورة على النفاق .. ثورة على التملق للحكام الظالمين المتسترين باسم الدين .
ورَدَ عن مولانا الإمام الحسن العسكريّ(ع) أنَّهُ قال:[علاماتُ المؤمنِ خَمْس: صلاةُ إحدى وخمسين وزيارةُ الأربعين والجَهْرُ ببسْمِ اللهِ الرَّحمانِ الرَّحيم والتَّختُّمُ باليمين وتعفيرُ الجبين].
الثَّابتُ عندَ الإمامية بأنَّ المُرادَ مِنَ الفِقرةِ المذكورةِ في الحديث”زيارةُ الأربعين” هو زيارةُ الإمامِ الحسين(ع) في العشرينَ من صَفَر .
الأحاديث النبوية والإمامية المعصومة كثيرة في الحث على زيارة الإخوان وبدون تخصيص عدد , فليس هناك من حديث يقول : يكفي زيارة اربعين أخر في الله تعالى . ولا يطلب الله منك أن تزور الأخ عدد واحد وأربعين .
إجماع فقهاء الإماميّة على استحباب زيارته يوم العشرين من صفر.
عن محمد بن عبدالله الحمري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبد الرحمان الاصم ، عن أبي يعقوب ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا زرارة إن السماء بكت على الحسين (عليه السلام) أربعين صباحاً بالدم ، وإن الأرض كت اربعين يوماً بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، وإن الجبال تقطعت وانتثرت ، وإن البحار تفجرت ، وإن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين (عليه السلام) ألخ..مستدرك الوسائل ج-10 ص313 ،بحار الانوار ج-ص14ص183 وج-45 ص206 -215 ، مناقب – ابن شهر آشوب ص212 ، العوالم ص 471 ، تفسير الصافي ج-4 ص407 ، تفسير الآصفي ج-2 ص1154 ، تفسير نور الثقلين ج-4 ص 628 ))
سيرة المتشرعة منذ ألف واربعمائة عام على وجود تشريع هذه الزيارة
-2- الأحاديث العديدة التي تذكر هذا المعنى منها الحديث الذي مر ذكره : إن السماء بكت على الحسين (عليه السلام) أربعين صباحاً بالدم ، وإن الأرض كت اربعين يوماً بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، وإن الجبال تقطعت وانتثرت ، وإن البحار تفجرت ، وإن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين (عليه السلام)
(( اتِّفاقُ سائِرِ علماءِ الإماميَّةِ(مذ استشهدَ الإمامُ الحسين(ع) إلى يومنا هذا)وعدمُ تباعدِهِم عن فهْمِ زيارةِ الإمامِ الحسين(ع) في العشرين من صفر من هذا الحديثِ المبارَكِ، حيث فهموا منه زيارة الامام عليه السلام , وليس زيارة اربعين مؤمناً من هؤلاء المحققين :
الشَّيخ أبو جعفر الطّوسيّ في التَّهذيب ج6 ص47، فإنَّهُ_ رحِمَهُ الله_ بعدَ أن روى الأحاديثَ في فضلِ زيارتِهِ المُطلقة،ذكَرَ بعدَها الزِّياراتِ المُقيَّدةِ بأوقاتٍ خاصَّةٍ ومنها يومُ عاشوراء،وبعدهُ روى هذا الحديث(علاماتُ المؤمِن خمْس).وفي مصباح المتهجد ذكر_ رحمه الله تعالى_ شهرَ صفر وما فيهِ مِنَ الحوادِثِ ثمَّ قال:وفي يومِ العشرينِ منهُ رجوعُ حُرَمِ أبي عبدِ اللهِ(ع) من الشَّامِ إلى المدينة،وورودُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريّ(رضي الله تعالى عنه) إلى كربلاءَ لزيارةِ الإمامِ أبي عبدِ اللهِ(ع)،فكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ منَ النَّاسِ وهي زيارةُ الأربعين.
أقول:إنَّ جابر زارَ الإمامَ يومَ الاربعين،والإمامُ السَّجّادُ(ع) وعقيلةُ الهاشميّينَ والسّبايا زاروا الإمامَ المظلومَ يومَ الأربعين، فزيارةُ الإمامِ السَّجّادِ(ع) يومَ الأربعينِ دليلٌ على الإستحبابِ، لأنّ الإمامَ معصوم عن الخطأ فكل تصرفاته وما يصدر عنه حكمة وصواب ، ففِعْلُهُ وقولُهُ وتقريرُهُ حُجَّةٌ، ولو لم يكُن يومُ الأربعينِ مُستَحَبّاً لما فَعَلَهُ الإمامُ السَّجَّادُ وعقائِلُ الوحيِ والطَّهارةِ صلوات الله عليهم أجمعين ؟!.
وقال العلاّمة الحلّي في المنتهى كتاب الزيارات بعد الحجّ: يستحب زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر.. ثمّ قال: روى الشيخ عن الإمام أبي محمَّد العسكري (عليه السَّلام) أنّه قال: علامات المؤمن خمس..
ونقل العلاّمة المجلسي في مزار البحار هذا الحديث عن ذكر فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) يوم الأربعين، ووافقهم صاحب الحدائق في باب الزّيارات بعد الحجّ فقال: وزيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر من علامات المؤمن.
وحكى الشيخ القمي في المفاتيح هذه الرواية عن التهذيب ومصباح المتهجد في الدّليل على رجحان الزيارة في الأربعين من دون تعقيب باحتمال إرادة أربعين مؤمناً.
والشيخ المفيد قال باستحباب الزيارة في العشرين من صفر في كتابه مسار الشيعة، والعلاّمة الحلّي في التذكرة والتحرير، وملا محسن الفيض في تقويم المحسنين )) .