الدولة المسلمة هي الدولة التي تستمدّ أحكامها فيما يتعلق بنظام الحكم وشؤون الدولة من الشريعة الإسلاميّة، فلا يقتصر دور الدولة المسلمة على ضمان الأمن والاستقرار للمجتمع وردّ العدوان الخارجيّ عنه فقط، بل يتعدّاها إلى التكفّل في تنفيذ أحكام الإسلام في جميع مناحي الحياة، وإدارة الدولة بما يتوافق مع أحكام الشريعة، بالإضافة إلى نشر الدعوة الإسلاميّة في جميع أنحاء العالم، وإزالة أيّ عائقٍ يمنع وصول الإسلام إلى الناس.
هل سعى رسول الله(ص) لبناء كيان ونظام ودولة بكل مقوماتها السياسية والدينية والعسكرية والاقتصادية؟
هذا ماسلطنا الضوء عليه الضوء في برنامج” قائم بالقسط” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الشيخ محمد الحميداوي.
حيث وضح الشيخ محمد، عندما نتحدث عن الأساس النظري لقضية إقامة دولة فهو موجود على مستوى المستندات الشرعية سواء في بعدها النقلي أول العقلي وهذه قضية مفروض البحث بها فالقرآن الكريم يجعل مسألة ارسال الرسل والشرائع لإقامة حكومة دينية فقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم”كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ” صدق الله العظيم، وهذه القضية في إطارها النظري واذا أردنا تسليط الضوء على التجربة التاريخة فهنا علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار وهو عامل الزمان والمكان بما يحتويه من عادات ومعتقدات لاتجعل الحديث عن فكرة الدولة ومفردتها حديث نسميه نموذجي
وأضاف الشيخ محمد، عندما نحمل مقايس اليوم ونحاول أن نستجلي بهذه التجربة النبوية ونحاول أن نحكم عليها سلباً أو ايجاياً نعتقد هذا ينطوي على خلل موضوعي للتعامل مطلق التجارب الحكومية التي كانت في عصر صدر الإسلام وإذا اردنا أن نتحدث عن المفاهيم الكلية للزمان والمكان فالدولة تسير لواقع اجتماعي والمجتمع ينطلق لجزء ثابت وجزء متحرك حالها حال الإنسان، وبالتالي هناك جانب متغير يخضع لظروف موضوعية وشرائط اجتماعية معينة وهناك جانب متعالي على الزمان والمكان أي عندما نتحدث عن القضية المعنوية نتحدث ضمن أساسها أما مضامينها وتجلياتها تختلف ضمن المحددات.
لمتابعة الحلقة عبر اليوتيوب: