هناك عدة أمور نذكرها:
1- إن الزهراء (ع) قد أوصت أميرالمؤمنين (عليه السلام) في أن يخفي قبرها (عليها السلام)، حيث روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: ( لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصّت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها, ولا يؤذن أحداً بمرضها, ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رضي الله عنها على الاستسرار بذلك كما وصّت به.
فلما حضرتها الوفاة, وصّت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولّى أمرها, ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها, فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها وعفى موضع قبرها… ).
2- هناك بعض الروايات تعرضت لبعض وجوه الحكمة من دفن الزهراء (عليها السلام) سراً واخفاء قبرها (عليها السلام)، منها:
أ- عن ابن نباتة قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم ليلاً؟ فقال (عليه السلام): ( إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها ).
ب- عن ابن البطائني عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): لأي علّة دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار؟ قال: ( لأنها أوصت أن لا يصلي عليها الرجلان الاعرابيان ).
3- عن دفن الزهراء (عليها السلام) سراً واخفاء قبرها يكشف عن أكثر من حقيقة:
أ- أن يتساءل المسلمون عن السبب الذي لاجله لم تحظ الزهراء (عليها السلام) بما حظيت به نساء عصرها من أن يكون لها قبر مع أنها المرأة الاولى في الكون فضلاً وتقوى وهدى.
ب- موقفها تجاه الذين ظلموها وغصبوا حقها وباعوا آخرتهم بدنياهم.
جـ – التعبير الحقيقي عن مرارة الأحداث التي تجرعتها ممن ظلمها