إن الإمام علي (ع) ترك مقاتلة القوم بعد اغتصابهم الخلافة لوصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بترك مقاتلة القوم اذا كان ذلك يؤدي الى الفرقة ومحو دين الله بسبب ذلك القتال.
فكذلك الحال في الثأر لقتل ابنه, فالاهم عندهم (صلوات الله عليهم) ان يستمر دين الله وان كان ناقصاً بدل أن يمحى بالكلية, هذا بالإضافة الى أن الامام (عليه السلام) كان يتمتع كما هو معروف بأعلى درجات الايمان والتضحية من أجل الدين تجعله يغض الطرف عن مظلمة تقع عليه مقابل صيانة الدين وحفظ الشريعة ولو بالقدر المتيسر.
فالمطالبة بظلامة ابنه لا تقاس بشيء عند تلك النفوس الكاملة مقابل حرف مسار دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بغصب الخلافة، مع ملاحظة أن قتل محسن كان في خضم تلك الاحداث التي أدت الى غصب الخلافة.
ومصيبة عصيان أمر الله واهمال وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) غطت وحجبت مصيبة مقتل ابنه أو الاعتداء على الزهراء (عليها السلام) أو حرق داره فهي جزئيات دخلت في المصب العام للمصيبة.
ولم تكن حوادث مستقلة منفردة على حدة حتى نحتمل تصرف وموقف مختلف من الامام (عليه السلام) اتجاهها.
ولك مثلاً بموقف الحسين (عليه السلام) فإنه ضحى بكل شيء حتى طفله الرضيع في المصب العام لأحداث ثورته ودعوته لتصحيح مسار الاسلام، فتأمل.