اسمه ونسبه
الشيخ عبد الحسين بن أحمد بن نجف قلي الأميني.
ولادته
ولد الشيخ الأميني في الخامس والعشرين من صفر ۱۳۲۰ هـ بمدينة تبريز في إيران.
نشأته ودراسته
نشأ الشيخ الأميني بمدينة تبريز في بيت علم وتقى، وتربّى على يد والده الزاهد المولع بالعلم والمغرم بالمعارف والكمال، وبين أُسرة محافظة على الطقوس الدينية، مواظبة على السنن الإسلامية، ومنذ نعومة أظفاره، وكان على جانب كبير من الشوق إلى طلب العلم، وهو يتحلّى بنبوغ فكري، ويقظة ذهنية، وقوّة وقـّادة في الحفظ، فقد بدأ أوّلياته عند والده ودرس عليه، ثمّ تتلمذ على آخرين بتردّده إلى مدرسة الطالبية، وهي من أهمّ مراكز الثقافة ومعاهد العلم المعروفة بتبريز، فقرأ مقدّمات العلوم، وأنهى سطوح الفقه والأُصول عند علماء تبريز، ثم سافر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته، واستقر بها.
من أساتذته الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء، السيّد علي الحسيني الشيرازي، السيّد أبو تراب الخونساري.
مؤلفاته
نذكر منها ما يلي:
۱ـ السجود على التربة الحسينية عند الشيعة الإمامية
۲- المقاصد العلية في المطالب السنية
۳ـ العترة الطاهرة في الكتاب العزيز
٤ـ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب
٥ـ أدب الزائر لمن يمم الحائر
٦ـ إيمان أبي طالب وسيرته
۷ـ تفسير فاتحة الكتاب
۸ـ رجال آذربيجان
۹ـ ثمرات الأسفار
۱۰ـ شهداء الفضيلة
۱۱ـ سيرتنا وسنّتنا
۱۲ـ رياض الأُنس
۱۳ـ كامل الزيارة
وفاته
توفـّي الشيخ الأميني (قدس سره) في الثامن والعشرين من ربيع الثاني ۱۳۹۰ هـ بمدينة طهران، ودفن بمقبرته الخاصّة في النجف الأشرف.
كرامات العلامه اميني
يقول أبنه الشيخ محمد هادي الأميني: (مما لاَ رَيْبَ فِيهِ، أن العلامة الأميني ما كان يمكنه تأليف (الغدير)، إلا بإمدادات غيبية من الأئمة المعصومين (عليه السلام)، وكان أهلاً لذلك، لما تميز به شيخنا الوالد من الإخلاص والعبادة والتهجد، وتلاوة آيات القرآن المجيد).
فعندما أردت العودة إلى إيران من النجف الأشرف، وذلك بعد وفاة شيخنا الوالد – تغمده الله برحمته – سنة ۱۳۹۰ للهجرة ۱۹۷۰ م، ذهبت إلى سماحة آية الله السيد محمد تقي بحر العلوم – وهو من أحفاد بحر العلوم الكبير – فعندما رآني بكى، فقلت: (ما يبكيك؟!)،
قال: (منذ أن توفي المرحوم والدك، كنت أفكر، كيف سيقابل أمير المؤمنين (عليه السلام) صنيع والدك! [يعني في تأليف موسوعة الغدير] حتى رأيت فيما يرى النائم في إحدى الليالي، كأن القيامة قائمة والناس منتشرون في صحراء المحشر، وأنظارهم باتجاه بناء عرفت – فيما بعد – أنه حوض الكوثر، فتقدمت نحو الحوض فوجدت أمير المؤمنين (عليه السلام) واقفاً على الحوض، يسقي من يعرفه بأقداح من البلور، فما زال الأمر كذلك حتى سمعت همهمة قد ارتفعت من القوم، فقلت: ما الخبر؟!
قيل: جاء الأميني، فصرت أنظر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) كيف يواجهه، وماذا يصنع به، فإذا به (عليه السلام) ترك الأقداح، وملأ كفيه بالماء، ثم نثره على وجه الشيخ الأميني، وقال: بيض الله وجهك، فعرفت عند ذلك منزلة الأميني عند أمير المؤمنين لتأليفه كتاب الغدير.
جهود العلامة أميني في سبيل تأليف الغدير
لقد بذل الشيخ الأميني جهوداً جبارة في سبيل تأليف كتابه (الغدير)، إذ سافر إلى بلدان عديدة ومدناً كثيرة، وبلغ عدد المصادر، التي اعتمدها، وأسند إليها نصوص (الحديث)، والوقائع التاريخية، ومسائل الشعر والأدب آلاف الكتب خطية ومطبوعة، مما جعل كتابه مرجعاً ضخماً وهاماً، يسهل للباحث الوصول بكل يسر إلى ما يحتاجه في مجال التأليف والدراسات والأبحاث.
كان الشيخ الأميني، يرى ضرورة انتشار العلماء في أرجاء الدنيا، باعتبار ذلك مسألة حضارية لابد منها فبعد عودته من سفره إلى بلاد الهند من أجل كتاب الغدير قال: (لو كنت مرجعاً تأتيني أموال الحقوق الشرعية، لكنت أعطيها لعلماء الدين، وأقول لهم: تحركوا، هذه تكاليف سفركم، اذهبوا، وانتشروا، لتعرفوا الإنسان والعالم) (۱).
دلّ كتاب الغدير الواسع على صبر المؤلف ودقته في أصول البحث والدراسة والتقصي، ذلك الصبر والجد والدأب، الذي جعل الموسوعة تتسع، حتى تشمل كل ما قيل، وما ورد عن حديث الرسول الشريف، لتشمل أخيراً ما يقارب خمسة آلاف صفحة، لتكون عنواناً ورمزاً لأمانة العلم، ونزاهة البحث بعيداً بعداً كاملاً عن التعصب والتطرف.
أدّب أمير المؤمنين، الشيعة، أدّب الأميني
قال مولانا أمير المؤمنين لحجر بن عدي وعمرو بن الحمق: (كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتـّامين، تشتمون، وتبرؤن ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: إن سيرتهم كذا وكذا، ومن أعمالهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم: اللهم أحقن دماءهم ودماءنا، وأصلح ذات بينهم وبيننا، وأهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لهج به، لكان أحب إلي وخيراً لكم، فقالا: يا أمير المؤمنين، نقبل عظتك ونتأدب بأدبك) (۲).
(وقال الأميني مثل ما قالا، وهو مقال الشيعة جمعاء) (۳).