لعل من أهم الموضوعات التي يمكن التحدث حولها في هذا الإطار، هو العلاقة الموجودة بين “الحب” و”العفاف”.
حيث يجب تتبع جذور هذا الاستعداد أو الدافع السامي، لنرى في أي محيط أو ظرف يمكن أن ينمو ويزدهر بصورة أفضل.
هل ينشط هذا الاستعداد بشكل أفضل في محيط تحكم فيه روحَيْ الرجل والمرأة مجموعة من القوانين والأعراف الأخلاقية تحت عنواني “العفاف” و”التقوى”؟ أم يكون فعالاً في محيط ليس فيه شيء باسم “العفاف” و”التقوى”؟مما لا شك فيه أن المحيط الذي تتوفر فيه الإباحية لا يمكن أن تظهر فيه حالات حب تمتاز بالدفء والعمق، حيث لا تكون هناك أية قيمة معنوية للقلوب ولا يتوفر لها مستقَر ثابت.
ومثل هذه الأجواء الحرة لا تعدو كونها بيئةً تتوفر فيها وسائل نيل اللذة وإرضاء النزوات، ولا يمكن أن تظهر فيها حالات حب بالمفهوم الذي احترمه الفلاسفة وعلماء الاجتماع، ذلك الحب المقرون بالتضحية ونكران الذات ودفء الوصال وألم الحرمان والهجران.
إن الحب الذي يبعث النشاط في ذهن صاحبه ويركز قواه النفسية في شيء واحد هو المحبوب فقط، وتتفتح لديه آفاق الخيال فيصور المحبوب في ذهنه بصورة هو يرغبها ويريدها ولا تمت إلى الصورة الحقيقة للمحبوب بصلة، هذا الحب هو الذي يهب الفرد القدرة على الإبداع والتفنن والابتكار وخلق الأفكار الساميَة.