كتبت بتول عرندس
أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك لسيدي ومولاي الإمام الهادي المهدي (عج) بحلول مولد جدته الصديقة الكبرى فاطمة سيدة نساء العالمين، وكذلك لعلمائنا ومراجعنا العظام ولك أيها الموالون.
لا يوجد إنموذج أفضل من السيدة الزهراء (ع) لتسير النساء بهديه فلها من الفضائل ما لا يعد ولا يحصى، كيف لا وهي ابنة خاتم النبيين وخديجة خادمة الإسلام والمسلمين، وكذلك زوج علي أمير المؤمنين وأم الحسن والحسين وزينب، عليهم جميعًا أزكى الصلاة وأتم التبريك.
يوم ولادتها المبارك هو يوم المرأة المسلمة المجاهدة الصابرة والواعية. جاهدت الزهراء في كل المياديين وعملت بالتكاليف الماقاة على عاتقها. ومما يميز هذا الإنموذج الفريد هو كذلك جهاد العلم والمعرفة. ففي عصر العولمة والحرب الناعمة، لا بد من تحصين المجتمع وذلك لا يتم الا من خلال تحصين عماد وأساس ولب المجتمع ألا وهو المرأة لتنتصر في الجبهات الثقافية. وكي يتحقق ذلك لا بد من الحفاظ على كينونة المرأة وأنوثتها وذلك من خلال التزامها بالحجاب الإسلامي التام والكامل.
فالحجاب والتعفف يساعدان على حفظ إنسانية المرأة وفقًا للنص القرآني. وحين نتحدث عن معايير الحجاب فالمقصود طبعًا الحجاب الفاطمي وليس فقط حجاب الشعر، بمعنى أن الحجاب حجاب الروح والبدن، فتحافظ المرأة على أخلاقها وتتجنب ابراز مفاتنها وزينتها كي لا يكون حجابها مظهرًا من مظاهر الجاهلية. يقول تعالى: “فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولًا معروفا.” فصحيح أن السيدة الزهراء (ع) كانت مجاهدة لكنها حافظت على المسافة الشرعية في تعاملها مع الطرف الآخر، محافظةً على انسانيتها وقيمها.