اهل البيت عليهم السلام دائما كانوا يعظمون كتاب الله تعالى فالقرآن الكريم هو كتاب الله وكلامه الينا المنزل حيث لم يستطع احد ولن يستطيع ان يحرف ولو حرف واحد منه فهو محمي برعاية لله وهو المعجزة الخالدة وللزهراء علاقة خصوصية به حيث وصفت عليها السلام بليلة القدر ولدلالة على اهمية كتاب الله بوحي الزهراء نعود الى خطبتها وما قالت عنه فأهل البيت عليهم السلام يريدون ان نتكلم بالقرآن وان يكون دائما تفكيرنا بالقرآن الكريم وان نكون متعلقين به الى اوسع درجة ومن ذلك الامثلة فضة خادمة الزهراء عليها السلام التي سنذكرقصتها في هذا البحث…
ابداء من خطبة الزهراء التي خطبتها في المسجد بعد ان حمدت الله تعالى وبدأت في الخطبة فسنذكربعض الذي يخص القرآن :عباد الله انتم نصب امره ونهيه وحملة دينه ووحيه وأمناء الله على انفسكم وبلغاؤه الى الامم زعيم حق له فيكم وعهد قدمه اليكم وبقية استخلفها عليكم : كتاب الله الناطق والقرآن الصادق والنور الساطع والضياء اللامع بينة بصائره منكشفة سرائره منجلية ظواهره مغتبطة اشياعه قائدا الى الرضوان اتباعه مؤد الى النجاة استماعه به تنال حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة وبيناته الجالية وبراهينه الكافية وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة…
فهي عليها السلام وصفت القرآن بوصف عجيب مختصر كامل فهو كتاب الله الناطق المبين النور الواضح التي حججه وبراهينه واضحة عند اهلها منكشفة سرائره ففي القرآن آيات واضحة الدلالة ظاهرة المعنى وآيات تشتمل على معاني دقيقة واسرار مخفية فأتباع القرآن لهم درجة عند الله تعالى يغبطها غيرهم عليها فهو القائد الى الرضوان اي رضا الله تعالى ومنها الى الجنان وحتى استماعه مؤدي للنجاة فكأنما الزهراء عليه السلام تشير لنا اذا لم تقرؤا اقلها استمعوا له فقد جاء في القرآن :{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
وقد بينت ان القرآن هو الحجة التي يحتج بها الانسان في القضايا والاحكام الشرعية وغيرها وقد فسرت عن طريق اهل البيت عليهم السلام منها الحلال ومنها الحرام التي حذرت منها الزهراء عليها السلام بإشارتها الى محارمه المحذرة فهو دليل كل شيء في كل موضوع وهي سلام الله عليها تستدل بوضوح ضمن هذه الخطبة على اهمية القرآن وانه شريعة من الشرائع بل هو الشريعة الوحيدة الباقية لنا السليمة…
الزهراء واهل البيت عليهم السلام يحاولون في كل شيء ان يضعوا القرآن امامنا وقبل كل شيء وبعده فهو كلام الله تعالى وهم يريدون ان يكون القرآن الكريم في كل لحظة بحياتنا فعن رسول الله صل الله عليه واله قال : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)ومن هذا الحديث نستنتج ان الرسول صل الله عليه واله لا يريدنا ان نبعد عن القرآن ونكون ملازمين له ولأهل بيته وان نأخذ تفسيره منهم ومن افضل الشهود على تربية اهل البيت لنا خادمة الزهراء فضة التي سننقل لكم هذه القصة التي جرت معها:
قال ابو القاسم القسري :انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة فقلت : من انت ؟
فقالت : وقل سلام فسوف تعلمون…
فسلمت عليها وقلت : ما تصنعين هاهنا ؟
قالت : من يهد الله فلا مضل له
فقلت : امن الجن انت ام من الانس ؟
قالت : يا بني آدم خذوا زينتكم
فقلت : من اين أقبلت ؟
قالت : تنادون من مكان بعيد
فقلت : اين تقصدين ؟
قالت : ولله على الناس حاج البيت..
فقلت : متى انقطعت ؟؟
قالت : وقد خلقنا السماوات والارض في ستة ايام
فقلت : اتشتهين طعاما ؟
فقالت : وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام
فأطعمتها ثم قلت : هرولي وتعجلي
فقالت : لا يكلف الله نفسا الا وسعها
فقلت : اردفك ؟
فقالت : لو كان فيها آلهة الا الله لفسدتا
فنزلت فأركبتها
فقالت : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
فلما ادركنا القافلة قلت لها :ألك احد فيها ؟؟
قالت : يا داوود انا جعلناك خليفة وما محمد الا رسول يا يحيى خذ الكتاب يا موسى لا تخف…
فصحت بهذه الاسماء فإذا بأربعة شباب متوجهين نحوها فقلت : من هؤلاء منك ؟
قالت : المال والبنون زينة الحياة الدنيا…
فلما أتوها قالت : يا ابت استأجره ان خير من استأجرت القوي الامين…
فكافؤني بأشياء فقالت : والله يضاعف لمن يشاء فزادوا لي فسألتهم عنها
فقالوا : هذه امنا فضة جارية الزهراء عليها السلام ما تكلمت منذ عشرين سنة الا بالقرآن…
اهل البيت عليهم السلام يريدون ان يكون القرآن هو حياتنا وحتى ان كنت لا تقدر على هذا ولكن لنجعل القرآن ربيع حياتنا مثلما اراده الله تعالى واهل البيت عليهم السلام وان يكون القرآن ملازم لأهل البيت وان لا يفترقا من حياتنا فهما يكملان بعضنا لنصل الى غاية الانسانية والعبودية التي امرنا الله عز وجل بها…
المصدر / منتديات مدرسة الامام الحسين(عليه السلام).