تقام في مثل هذه الأيام من كل عام في الجامعات العراقية حفلات التخرج فرحاً بتحقق حلم مهم من أحلام حياتهم واجتيازهم مرحلة مهمة من المشروع الذي أعدوه في حياتهم ولبناء مستقبلهم.
ولا أحد يعترض على أصل الموضوع لأن هذا الإنجاز مما يوجب الفرح والإبتهاج، ولكن الذي يدعو الى الأسى والحزن هو قيام بعض هؤلاء الطلبة بفعاليات منافية للدين والأخلاق والذوق العام وفيها تخريب للثقافة المحترمة لدى الشعب، ومن تلك الفعاليات:
1. ظهور النساء بمظاهر الفتنة والإغراء والإثارة.
2. الرقص والغناء الفاحش.
3- ارتداء أزياء منكرة ومثيرة للاشمئزاز.
وأحياناً يقيم بعضهم حفلات مختلطة في القاعات بعنوان (الزفّة) أو (الحنّة) ونحو ذلك ويصعد على المسرح مجموعة من الجنسين ويغنون ويرقصون سوية.
والمثير للقلق نشر هذه الحفلات على مواقع التواصل الإجتماعي مما يجعلها سبباً لإشاعة الفاحشة وتدمير أخلاقيات المجتمع وكسر حواجز الممنوع شرعاً وعرفاً وأخلاقياً وإنسانياً وتكون هذه الحفلات أحياناً بمحضر أولياء أمور الطلبة والطالبات بلا نكير منهم.
إن هذا اليوم من مواطن الشكر لله تعالى الذي يسّر أسباب النجاح {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } (النحل : 53) فكيف يُتخذ هذا النجاح ساحة لمعصية الله تعالى وجحد نعمته، والعقلاء ويجمعون على قوله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (الرحمن : 60)
فهلاّ حافظوا على النعم واستزادوا منها بالشكر والطاعة.
إننا نعلم أن من يقومون بهذه الأفعال فئة قليلة ولكن التركيز الإعلامي عليهم يجعل صوتهم عالياً مما يعطي انطباعاً وكأن الوضع العام في الجامعات هو هذا الوضع المتحلل، ولكن الحقيقة غير هذه تماماً فأن الكثير من شبابنا وشاباتنا الجامعيين ملتزمون محافظون رافضون للفساد والانحراف، ويقومون بفعاليات عفيفة لإظهار الفرح بإنهاء دراستهم الجامعية ونحن نعرف كثيراً من هذه الفعاليات وندعمها مادياً ومعنوياً.
ندعو رئاسات الجامعات وعمادات الكليات الى ضبط هذه الظاهرة وتقنينها بما لا ينافي الآداب العامة وليتذكروا قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)(الصافات/24) يوم العرض الأكبر للحساب والجزاء، ونستغرب من معارضة بعضهم لإقامة فعاليات توجيهية وإرشادية للطلبة بحجج واهية بينما يطلقون العنان للمعاصي والفواحش ويعتبرونها ممارسة للحرية وحقوق الإنسان مع ما فيها من اعتداء على الذوق العام والشريعة التي هي دستور الغالبية العظمى للشعب العراقي العظيم.. فلماذا لا يقولون ذلك في فعاليات التوجيه والإرشاد والتنمية الأخلاقية؟
نسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح ليسعدوا في دنياهم وآخرتهم.