بعد مضيّ أكثر من خمسة أشهر حافلةً بالأنشطة القرآنيّة، اختَتَم معهدُ القرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة وللسنة السادسة على التوالي المشروع القرآنيّ لطلبة الجامعات والمعاهد العراقيّة، وذلك على الباحة الوسطى لجامعة العميد وبحضور المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية سماحة السيد أحمد الصافي وعدد من أعضاء مجلس إدارتها، بالإضافة الى جمع كبير من الطلبة المشتركين في هذا المشروع، فضلاً عن تدريسيّي عدد من الكلّيات والمعاهد التي استفادت من هذا المشروع.
و افتُتح حفل الختام بتلاوةٍ مباركة من آيات كتاب الله المجيد تلاها أحدُ طلبة هذا المشروع، تلتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار.
وأعقبتها كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي بيّن فيها: “أنّ هناك مجموعةً من الطاقات المبثوثة هنا وهناك، وعلى اصطلاح بعض العلوم التطبيقيّة للطاقات الكامنة سأستعين بمثلٍ واقعيّ قد شاهدناه وأنتم أيضاً قد شاهدتموه، هذه الأرض نحن نراها أرضاً جرداء وأرضاً صحراء، لكن في داخلها مجموعةٌ من البذور المتنوّعة التي تحمل في مكنونها مجموعةً من الأزاهير الملوّنة وفيها من العطور المتنوّعة ونحن لا نراها، لكن بمجرّد أن تُمطر السماء وتُنزل الغيث تراها تزرع وتنبت من كلّ شيءٍ، وأنبتت من كلّ زرع”.
وجاءت بعدها كلمةُ إدارة المشروع التي ألقاها مديرُهُ الأستاذ علي حمد الذي تحدّث قائلاً: “إنّ الطريق القرآنيّ هو طريق هدايةٍ يهدي به اللهُ تعالى عباده الى طريقٍ أطول وسبيلٍ أسلم، وجنّةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتّقين، ولكي نصل وتصلون الى هذه السبل لابُدّ أن نقطع أشواطاً ومراحل ثلاث كما ذكرها القرآن الكريم في الآيات الأواخر من سورة آل عمران المباركة، التي تتحدّث عن صفات الذين شعّت قلوبُهم بنور الذكر والتفكّر بآيات الله تعالى”.
ولتأتي بعدها كلمةٌ للجامعات المستفيدة والمشتركة في إقامة هذا المشروع، ألقاها نيابةً عنهم رئيسُ جامعة الكوفة الأستاذ الدكتور محسن الظالمي، وممّا جاء فيها: “يُسعدني ويشرّفني أن أقف في هذا المكان وفي هذه الأيّام المباركة أيّام المبعث النبويّ الشريف، ونسأل الله أن نكون من السائرين على سيرة النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله) ومن المؤمنين بما بعث الله له من آياتٍ حكيمة، إنّني ممثّل الجامعات المشاركة في هذا المشروع المبارك، وجامعتنا من الجامعات التي ساهمت وشاركت فيه”.
وبعد ذلك تمّ استعراض أهمّ محطّات هذا المشروع وأهدافه وذلك من خلال فيلمٍ توثيقيّ مصوّر، ليكون مسك ختام الحفل بتكريم الجهات المُشرِفة على إقامة المشروع والجهات الساندة له، فضلاً عن تكريم الطلبة الأوائل والمشتركين فيه.