عن الشيخ الجليل أبي نصر البخاري النسّاب، عن المفضّل ابن عمر أنه قال: «قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبدالله وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً» (1).
وقد أثبت له الإمام السجاد عليه السلام منزلة كبرى لم ينلها غيره من الشهداء ساوى بها عمّه الطيار، فقال عليه السلام:
«رحم الله عمّي العباس بن علي، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عز وجل جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، إنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة.
وقد خرج من الناحية المقدسة للإمام المهدي عليه السلام قوله: «السلام على أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين المواسي أخاه بنفسه الآخذ لغده من أمسه الفادي له الوافي الساعي إليه بمائه المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد الجهنى وحكيم بن الطفيل الطائي»
فقرات من زيارته عليه السلام:
«أشهد أنك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء وجعل روحك مع أرواح السعداء وأعطاك من جنانه أفسحها منزلاً وأفضلها غرفاً ورفع ذكرك في علّيّين وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا أشهد أنك لم تهن ولم تنكل وأنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بالصالحين ومتّبعاً للنبيّين فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين فإنّه أرحم الراحمين».