عرفته عالماً رسالياً, شجاعاً مقداماً, حصيفاً جريئاً, يمزج ذلك كله بحكمة وروية وفطنة واتقان ومن يقرأ ذلك يتصور أن هذا الكلام محض إدعاء أو تقول بلا شاهد أو دليل أو مجرد تسطير كلام ولكنه في واقع الحال كلام نجم عن مماحكة مع أيام تصديه لقيادة طيف واسع من الجمهور الصدري عقيب استشهاد المرجع الراحل الصدر الثاني في ظروف حالكة وحساسة وصعبة وخطيرة أنزوى فيها السيد الحسين التقي بحر العلوم يلوذ برداء التقية بعدما هرعت إليه جموع الصدريين بشغف من كل قصبة وناحية حتى صار جامع الطوسي يكتظ بمقلدي الشهيد الراحل يبحثون عن ظل يستظلون تحته بعدما التحق العظماء بقافلة الشهداء .
والشيخ الطيب القلب ـ كما وصفه الموصي الصدر الثاني ـ أعني الشيخ الفياض هو الآخر اعطى هذه الجموع ظهر المجن وقد طرقت بابه في شهر رمضان 1999 أنا وصديقي جاسم الكناني, فخرج لنا ووقفنا على باب داره نسأله عن مسائل التقليد وكان صديقي يحمل خمسين ألف دينار فأشار الشيخ الفياض إلى مراجعة وكيله الشيخ اليعقوبي وتسليمها له .
وفي هذه الظروف الحرجة لاح نجم الشيخ اليعقوبي وقد أكمل عقده الرابع القمري ليقف موميا إلى أيتام الصدر أن هلموا إلى دار الأرقم التي صف لبناتها الصدر الثاني (جامعة الصدر) حتى وإن كان ذلك موجبا لهلاك الشيخ اليعقوبي فلا تشرق عليه شمس الألفين ميلادية (2000م) فإن من يغتال ليث الكوفة لا يصعب عليه ولا يتردد في تثنية المشهد بل تثليثه بمحمد الثالث (اليعقوبي) .
ومن هذه الظروف القاهرة والسوط لم يغادر يد الجلاد والسيَاف لم يغمد سيفه بعد والدم مازال يقطر من مدية البعث من هذه الأحوال والأهوال فتح الشيخ كوة البراني لتشرق عليها شمس أمير المؤمنين من جديد بعدما سكرت في ليلة سبت دامية وقمر ذي القعدة لم تمض عليه إلا بضع ليال .. مرة أخرى يجد البعث وجلادوه محمدا ثالثا في الميدان وصار البعث يردد (لا حول ولا قوة إلا بالشيطان الحميم!!) .