و رغم أن الجمعة كانت سبة من الصديق القريب والعدو البعيد و رغم أنها جرم يعاقب عليها القانون ، راح الشيخ يحفّز أصحابه في دار الأرقم (جامعة الصدر) ، أن يكتبوا عن الأسباب التي تقف وراء تلكّؤ المنبر الحسيني عن إيجاد التأثير في نفوس الأمة وتباطئه عن صقل مواهب الشيعة ، رغم القرون المتلاحقة مقارنة بمنبر الجمعة الذي استطاع بفترة قصيرة جداً أن يلهب مشاعر الأمة و يوجد صحوة ضمير ، و ينمي حراكاً شعبياً ذا طابع ديني ، و يحيي مظاهر التدين كموج بحرٍ ، يغسل شاطئه في كل ظهيرة جمعة حتى لم يبقَ من درن البعث شيء ، فلم يكسبوا الشباب و لم يضمنوا المستقبل كما كانوا يخططون ..
وراح الطلبة يكتبون و زغب العلم لم يخشوشن بعد على ظهور أجنحتهم ، و دفع الشيخ الكتابات إلى صاحب هذه السطور لتلخيصها ، فكانت كتيباً ، هو : (ثمار الخطابة بين منبر الجمعة والمنبر الحسيني) ، و الذي كان يستنسخ سرًا من أبي جهل و يوزع في نطاق ضيق .
و خلافاً لبعض الشّخصيات الدّينية التي أرادت يومئذٍ أن تركب الموجة ، و تلوح كذباً لأبناء الصدر : أننا قادرون على إقامة صلاة الجمعة رغم منع الظالمين ، حيث ما زالت مشاعر الناس البسطاء مرتبطة بتلك الشعيرة التي أوصى السيد الصّدر بالمحافظة عليها ، و الاستمرار بإقامتها ، إلا أن الشيخ كان صادقاً و لم يعد أحداً بذلك بل على العكس ،كان يقول أن صلاة الجمعة صارت ورقة محترقة ،فيجب البحث عن أدوات أخرى للتبليغ والدعوة بحيث لا تلفت انتباه العدو ..