و من شواهد شجاعته في الميدان الاجتماعي ، أنّه كان يحمل همّ الشّباب و تورّطهم في المعاصي في أجواء الجامعات المشحونة بالعري و التّبرّج ، و غياب الحشمة و انزواء الحياء عند الكثير من الفتيات ، و يقابله ضمور الوازع الدّيني عند الشّباب ، فما هو الحل ؟
فهمس سماحته في أذني في موضوع حساس جداً و صعب للغاية طُمست معالمه ، كما طُمست معالم صلاة الجمعة ، بل قبلها بقرون إنّه (الزّواج المؤقت) ، فقال إنّ تعطيل هذا القانون الإلهي ،و تفريغ الحياة منه ، يترك أثراً سلبيّاً لا بدّ من معالجته ، لأنّ الله ما شرّعه إلا لدرء مفاسد و مشاكل و خيمة ، و كأنّه يشير إلى قول الإمام علي : (لولا نهي عمر ما زنا إلا شقي) ..
و لكنّ الأمر ـ طبعاً ـ يحتاج إلى تقنين ، فإنّ تطبيقه بدون ضوابط يزيد الأمر تعقيداً ، و يزيد الطّين بلّه ، و يوجب سخطاً على الدّين و التّشريع ، فطلب منّي و قتذاك أن أبحث الزّواج المنقطع (المتعة) من النّاحية التاريخيّة ، بينما يبحثه سماحته من النّاحية الفقهيّة و كان تركيزه على توظيف هذا اللون من الزّواج في الوسط الجامعي ، للحد من المخالفات الشّرعيّة و ضبط سلوك الفرد المسلم في إطار الشّرع فإنّ شيوع المعاصي مرده و خيّم على الجميع ، كما لا يُخفى مضافاً إلى أنّ العقلاء هم من يبحثون عن حلول عمليّة و لا يكتفون بالقول : لا يجوز .. حرام .. ممنوع .. محظور !
و إذا كانت المجتمعات الغربيّة أباحت شرب الخمر بعد العجز عن منعه ، و أباحت الزّواج المثلي بعد اليأس عن حظره فمن باب أولى أن نلجأ إلى الشّريعة الغرّاء لإيجاد حلول ناجعة، و لا يختلف أثنان أن الحاجة إلى الزّواج المؤقّت في هذه العصور أكثر من الحاجة في صدر الإسلام ، فما أوفر الجنس قديماً متمثّلاً بملك اليمين و شراء الجواري ، كما يشتري الفرد قميصه ، و ما أيسر الزّواج الدّائم قديماً ، و ما أقل ما يقتل بالسّيف سابقاً مقارنة بالأسلحة الفتّاكة اليوم ، فيستطيع مقاتل واحد أن يودي بحياة مائة في لحظة واحة وبضغطة زر فتكثر الأرامل .. الخ ..
و لكن الموضوع لا يخلو من تعقيدات ،فهو شبه مرفوض من لدن الجماهير المسلمة بلونيها الشّيعي و السّني ، كما أنّه يحتاج إلى غطاء قانوني رسمي ، فالقول بجوازه و الدّعوة إليه ، يعني ايجاد مسوّغ للحكومة أن تبطش بالقائمين على هذا المشروع، لأنّه دعوة إلى الزّنا و الخروج على تعاليم عمر ،و حينئذ يذهب هذا الشّيخ محمد إلى غياهب المطامير غير مأسوف عليه أو ينهال عليه التّراب كأسلافه محمد الأول (العاملي) و محمد الثّاني (العاملي) و محمد الثّالث (الصّدر) و محمد الرّابع (الصّدر) !!