الأول من شهر ذي القعدة سنة 173هـ ولدت السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام وإبنة المكرّمة السيدة نجمة أم الإمام الهمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وتعتبر من أفضل بنات الإمام موسى الكاظم عليه السلام وأعلاهنّ منزلة، ومزارها في قم المقدسة ذو قبة عالية وضريح وصحون متعددة وخدم وموقوفات كثيرة، وهي قرّة عين أهل قم وملاذ الناس ومعاذهم بحيث تشد إليها الرحال كل سنة من الأماكن البعيدة لإقتباس الفيض واكتساب الأجر في زيارتها عليها السلام.
عمارة المرقد الشريف:
وعلى الرواية الأولى المتقدمة أن موسى بن خزرج بنى عليها سقيفة من البواري، الى أن بنت زينب بنت محمد بن علي الجواد عليه السلام قبّة عليها، والمحراب الذي كانت فاطمة رضي الله عنها تصلي فيه موجود الى الآن في دار موسى ويزوره الناس.
وما يزال هذا المحراب المبارك موجوداً الى يومنا هذا، ويقع في محلّة (ميدان مير).
فضل زيارتها:
روي في فضل زيارة السيدة فاطمة عليها السلام روايات كثيرة فمنها ما روي في تاريخ قم عن عدة من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله عليه السلام وقالوا: نحن من أهل الري، فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجابهم به أولاً، فقال: عليه السلام انّ لله حرماً وهو مكة وأن للرسول حرماً وهو المدينة وأن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة انّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها إمرأة من أولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة، قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام.
وفي رواية أن الإمام الرضا عليه السلام قال لسعد الأشعري القمي: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت له: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليه السلام، قال: نعم من زارها عارفاً بحقّها فله الجنة، والروايات بهذا المضمون كثيرة.
وروى القاضي نور الله في مجالس المؤمنين عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال: أن لله حرماً وهو مكة وأن لرسول الله حرماً وهو المدينة ألا وإن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ألا وإن قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها الى قم، تقبض فيها إمرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم.
ليس لهن كفؤ:
روي عن الكافي عن يونس بن يعقوب أنه قال: لما رجع أبو الحسن موسى عليه السلام من بغداد ومضى الى المدينة ماتت له إبنة بفيد، فدفنها وأمر بعض مواليه أن يجصص قبرها ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر.
وفي تاريخ قم ما حاصله: انّ الرضائية لم يزوّجوا بناتهم لعدم الكفؤ لهم، وكان للإمام موسى الكاظم عليه السلام إحدى وعشرون بنتاً لم تتزوّج إحداهنّ، وكان سائراً في بناتهم، وقد أوقف محمد بن علي الرضا عليه السلام قرى في المدينة على أخواته وبناته اللاتي لم يتزوجن، وكان يرسل نصيب الرضائية من منافع هذه القرى من المدينة الى قم.