فيما يلي نورد بعض الروايات التي تنقل لنا كيف تحدث الإمام الباقر عليه السلام عن مسألة شهادته في أيام
حياته الشريفة، وهذه النصوص تبرز جانباً من فضائلهم عليهم السلام من جهة اطلاعهم – بإعلام من الله – على
مواقيت آجالهم:
– قال الصفار القمي: حدثنا محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن عمر بن مسلم صاحب
الهروي، عن سدير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن أبي مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه، فبكا بعض أهله
عند رأسه، فنظر فقال: إني لست بميت من وجعي هذا أنه أتاني اثنان فأخبراني: إني لست بميت من وجعي هذا، قال: فبرأ
ومكث ما شاء الله أن يمكث، فبينا هو صحيح ليس به بأس قال: يا بني إن الذين أتياني من وجعي ذلك أتياني فأخبراني أني ميت
يوم كذا وكذا. قال: فمات في ذلك اليوم.
– قال الطبرسي: روى حماد بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: “إن أبي قال
ذات يوم: إنما بقي من أجلي خمس سنين” فحسبت فما زاد ولا نقص.
– قال الصفار القمي: حدثنا أحمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ قال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) أنه قال: كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه أبي محمد بن علي فأوصاني بأشياء في غسله وفي كفنه وفي دخوله
قبره. قال: قلت: يا أبتاه والله ما رأيت منذ اشتكيت أحسن هنيئة منك اليوم وما رأيت عليك أثر الموت. قال: يا بني أما سمعت
علي بن الحسين (عليهما السلام) ناداني من وراء الجدران: يا محمد تعال عجل.
– وقال أيضا: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن علي ابن عقدة، قال: حدثني جدي عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنه
أتى أبا جعفر بليلة قبض وهو يناجي فأومأ إليه بيده أن تأخر، فتأخر حتى فرغ من المناجاة، ثم أتاه فقال: يا بني ان هذه الليلة
التي أقبض فيها، وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: وحدثني أن أباه علي بن الحسين (عليهما
السلام) أتاه بشراب في الليلة التي قبض فيها، وقال: إشرب هذا، فقال: يا بني إن هذه الليلة التي وعدت أن أقبض فيها، فقبض
فيها.
– قال المجلسي: روي هشام بن سالم، قال: لما كانت الليلة التي قبض فيها أبو جعفر قال: يا بنى هذه الليلة وعدتها… الحديث.