لقد ورد الحثّ الأكيد على اتخاذ هذا اليوم عيداً ومعاملته معاملة الأعياد من جهة إبراز مظاهر البهجة والسرور
والزينة, وقد قال الإمام الصادق عليه السلام: “لعلَّك ترى الله عزَّ وجلَّ خلق يوماً أعظم حرمة منه لا والله لا والله لا والله”.
بل هو العيد الأكبر كما قال الإمام الصادق عليه السلام: “هو عيد الله الأكبر.”.
فهو عيد محمد وآل محمد صلى الله عليهم، وفي حديث ابن أبي نصر البزنطي عن الإمام الرضا علي السلام: “يابن أبي نصر أينما
كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام فإن الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب
ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر. وأفضل على إخوانك في هذا اليوم سر فيه
كل مؤمن ومؤمنة، والله لو عرف الناس هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة…”.
قصة الغدير:
في السنة العاشرة للهجرة حج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حجته الأخيرة والتي عُرفت بحجة الوداع، وفي طريق
العودة إلى المدينة المنورة عند وصوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى منطقة تتشعب منها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين
تسمى “غدير خم” نزل جبرائيل عليه السلام بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ المائدة: 67، كان ذلك في الثامن عشر من ذي الحجة، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم برد
من تقدم عنه من الحجيج إلى المكان وحبس من تأخر منهم، كل هذا في يوم حرٍّ شديد، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه خطب
رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الناسَ بخطبة طويلة نعى فيها إليهم نفسه ثم قال: “… اللهم من كنت مولاه فهذا علي
مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه…”.
وبعدها أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بمبايعة الإمام علي بن أبي طالب علي السلام والتسليم عليه بإمرة
المؤمنين وبايع المسلمون ومن بينهم الصحابة وقال بعضهم: “بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن
ومؤمنة”.