بعض إنجازات الرسول الأكرم (ص) السياسية والاجتماعية والثقافية:
أولا : تحرك لبناء المجتمع ، واعادة صياغة شخصيته الفكرية والاجتماعية والعقائدية منطلقا من منظومة معرفية متكاملة سماوية التقنين ، استوعبت كل جوانب الفكر والعقيدة والاجتماع والسياسة والسلوك .
( قال تعالى : هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) الجمعة 2 .
فصنع حضارة شامخة بهمته العالية وقلبه الصبور من وسط بيئة خشنة غلظه .
فبث من روحه المعطاء نبض الحياة في جسد الجزيرة العربية ,( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )الأنبياء 107 .
قالت مولاتنا الزهراء ع في خطبتها الكبرى :
( وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان .. فانقذكم الله بابي محمد بعد اللتياوالتي )
تستوقفنا هنا امور في صناعة ونجاح الشخصية القيادية :
(الهمة العالية، الصبر ،سعة الصدر، روح المبادرة ، التخطيط ،ستراتيجية العمل ، وضوح الهدف ).
ثانيا : أرسى قواعد بناء السلوك الاجتماعي المتزن بين افراد المجتمع ، فقدم انموذجا للانسان المتحضر الذي يتفاعل ايجابيا مع الحياة رغم صعوباتها ومنعطفاتها وتجاذباتها الكثيرة ،
ويؤثر ايجابيا بشخصيته الناجحة في المحيط الاجتماعي رغم اختلاف الامزجة والقناعات والاهواء.
( قال تعالى : لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )التوبة 128 .
تستوقفنا هنا أمور :من صفات الشخصية الناجحة انها تكون :
1 . فاعلة في دورها .
2 . مؤثرة في محيطها .
3 . ناجحة في رسالتها .
ثالثا : اقام دولة مثلت أنموذجا متحضرا لسيادة القانون العادل ، ونظام العدالة الاجتماعية ، وحرية التعبير عن الرأي، واحترام الانسان وضمان حقوقه ، وصيانة كرامة المواطن ، ونزاهة المسؤول ، وانسانية الدستور ، ورحمة الحاكم .
( قال تعالى : وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم ) المائدة 49.
يستوقفنا هنا أمر :
ان النبي صلى الله عليه واله وظف روح الشريعة ودستورها المقنن من أجل الانسان في بناء دولة الانسان وتشييد اركانها .
وهذا يعزز عند الانسان المؤمن ثقافة الاختيار للقانون الافضل في إدارة بلده واستثمار خيراته ، وللشخص المفضل الكفوء في تطبيق هذا القانون في سياسة العباد وادارة البلاد .
رابعا : اسس لقواعد الحوار البناء الناجح كوسيلة لإيصال الفكرة ، والترويج للمعتقد الحق ، والدعوة للمبادئ والقيم السامية .
فكان حكيما دقيقا محاورا في خطاباته لمن حوله من الناس ، مقنعا جذابا في رسائله للشعوب والقبائل والشخصيات والملوك .
داعيا الى قيم السماء ، واصول الفكر الإسلامي بروح المحاور المتخصص المملوء معرفة وهدوءا واتزانا ، في اساليب حوارية مثلت ارقى سبل الحوار الفكري من اجل الهداية وطرح الرأى على الاخر .
( قال تعالى : قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة ومن اتبعني ) يوسف 108 .
تستوقفنا ومضة هنا :
عندما نريد ان نوصل افكارنا للاخر سواء المذهبي او الديني او غير الديني علينا ان نمتلك روحية عالية مستقاة من هذه الصفات والسمات .
(قال تعالى : ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 125 .
خامسا : سعى لتربية البديل ، وتهيات القيادة الناجحة التي ستكمل من بعده مسيرة الإسلام في ادارة شؤون الدولة ، ونظم امور الأمة ، وصيانة عقائدها وقيمها ، والأخذ بزمامها الى سبيل لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه .
( قال تعالى: يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم )
تستوقفنا أمور هنا :
1. الاختيار الناجح لادارة المؤسسات .
2 . تقديم الكفاءة واحترام دورها.
3 . العمل المؤسساتي الفاعل القائم على توفير البدائل الناجحة دائما لادامة حركية العمل ،والمحافظة على فاعلية المؤسسة ، ودوام عطائها .
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الأشرف
28 صفر 1441 هج