ذكرت المصادر التاريخية بأن كبار الصحابة قد أقدموا على خطبتها بعد الهجرة إلى المدينة، إلا أن من بين الجميع، كان علي(ع) هو المختار ليصبح صهراً للنبي.
يرى البعض في انتقال الرسول إلى المدينة وقيادته للأمة، العامل المهم للمكانة المرموقة التي حظيت بها بنت رسول الله بين المسلمين. فإلى جانب ذلك، ما نالته فاطمة (ع) من العناية الخاصة من قبل النبي وأيضاً مواصفاتها الشخصية قياساً بنساء المجتمع آنذاك، كان المحفّز في مبادرة الأشخاص لخطبة بنت الرسول (ع).
وأقدم بعض كبار قريش من معتنقي الإسلام الاوائل، أو من أصحاب المال، إلى خطبة السيدة فاطمة (ع). ونقل أن أبا بكر وعمر، وعبد الرحمن بن عوف أیضاً أقدموا علی ذلك. فلم ينل أحد منهم القبول. فكان يأتى الردّ من الرسول لهم: [يا فلان] انتَظِر بها القضَاء. أو كما ذكرت بعض الروايات قال أحدهم لآخر: “إنه ينتظرُ أَمرَ اللَّه فيها”.
وفي موقف أن الرسول أقسم بالله بأن لو كان في أهل بيته خيراً من علي زوجها إياه، وقال: “ما أنا زوّجتك ولكن الله زوّجك”. تقول بعض الروايات أن جبرئيل أمر الرسول (ص) ليزوّجها علياً، فإن الله قد رضيها له ورضيه لها.
كان يمرّ ابن أبي طالب -كسائر المهاجرين- بظروف صعبة في الشهور التي تلت الهجرة إلى المدينة، فباع درعه إزاء الصداق باقتراح من النبي (ص).
ودار العقد في المسجد والناس حضور، وتعددت الأقوال في تاريخ العقد. وذهب المشهور إلى ان تاريخه هو السنة الثانية للهجرة، حسب أغلب المصادر.
وكان الزفاف في شهر شوال أو ذي الحجة، من السنة الثانية للهجرة، بعد غزوة بدر على المشهور، أو في السنة الثالثة بعد أحد.
الأولاد:
اتفقت كلمة الباحثين على أن كلاً من الحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم، هم أولاد الزهراء وعلي.
وفقاً لمصادر الشيعة وبعض مصادر السنة، هناك ولد آخر اسمه مُحسِن (أو مُحسَّن) للزهراء الذي طرحته على إثر ما تعرضت له بعد وفاة أبيها بقليل.
الحياة الزوجية:
تحملت الزهراء ( ع) أنواع الابتلاءات بالتزامن مع بدايات حياتها الزوجية. كما ذكروا بأن ذات مرة، لم تجد طعاماً لمدة ثلاثة أيام وأن الحسنين قد اضطربا علیها من شدة الجوع.
كانت تتقاسم الوظائف المنزلية مع خادمتها فضة بعد أن اختارها الرسول (ص) لمساعدتها.
لم تنادِ فاطمة زوجها إلا بالتقدير والاحترام. كما كانت تخاطبه بأبي الحسن في حضور الآخرين. وذكرت المصادر أن الزهراء كانت تفصح عن محبتها تجاه بعلها، كما هو الحال بالنسبة إلى علي (ع) تجاهها، وردّاً على سؤال موجّهٍ من رسول الله (ص) لهما، دعاها علي بنعم العون علی طاعة الله ودعته بخير بعل.