إخبار النبي (صلّى الله عليه وآله) عن مظلومية الزهراء (عليها السلام):
في خبر طويل عن النبي (صلّى الله عليه وآله) بظلم أهل البيت (عليهم السلام)، أنه قال:”وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبَيّ، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جلّ جلاله، زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزّ وجلّ لملائكته: “يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خِيفتي، وقد أقبلت بقلبها إلى عبادتي، أُشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النّار”.
ثم قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): “وإنّي لمّا رأيتها ذكرت ما يُصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، ومُنعت إرثها، وكُسر جنبها، وأُسقط جنينها، وهي تنادي: يا محمداه فلا تُجاب، وتستغيث فلا تُغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة، وتتذكر فراقي أُخرى، وتستوحش إذا جَنّها اللّيل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجّدْتُ بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيّام أبيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول:”يا فاطمة، إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين.”
ثم يبتدي بها الوجع فتمرض، فيبعث الله عزّ وجلّ إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علّتها، فتقول عند ذلك: يا رب إنّي قد سئمت الحياة وتبرّمت بأهل الدنيا، فألحقني بأبي، فيُلحقها الله عزّ وجلّ بي، فتكون اوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتُقدم علي محزونة مكروبة مغمومة، مغصوبة (إشارة إلى غصبها حقها عليها السلام)، مقتولة، فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وأذلّ من ذلّها، وخلّد مَن ضَرب جنينَها حتى ألقت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين”.