الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كانت ولادته المباركة في سنة 128 هجرية من أم تسمى حُميدة المصفاة كانت جارية أخذها الإمام الصادق عليه السلام بملك اليمين، وكما هو في القرآن الكريم احد أنحاء النكاح كما في قوله تعالى ( إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )
حيث كان هذا موجود في الأزمنة السابقة، ونحن نلاحظ أن آخر إمام أنجبته امرأة حرة كان الإمام الصادق عليه السلام وبدءاً من زمان الإمام الكاظم عليه السلام إلى الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف كل أمهات الأئمة كانت جواري أو أمهات أولاد حسب التعبير الفقهي يعني ينكحهن الإمام بملك اليمين فإذا أنجبن ولد وتوفي الزوج تعتق وتصبح حرة يقال لها أم ولد وتحرر وتصبح من نصيب ابنها، هذه الظاهرة ملفتة للنظر لماذا؟
هذه القضية جدا مهمة، أهميتها هي أن من أسوء ما يبتلى به مجتمع من الناحية الاجتماعية هو الشعور بالفخر الكاذب أنا أعتبر نفسي أفضل من غيري، لماذا ؟
إذا عند المجتمع أتقاهم اعتبر نفسك أفضل، إذا عند المجتمع أعلم اعتبر نفسك أفضل، أما لأنك فلان بن فلان أو لأنك ابن فلانة أو لأنك تتحدث هذه اللغة أو لأنك بهذا اللون أو بهذا العنصر كيف يصبح لك فخراً وميزة على غيرك ؟!
إن أهم ما جاء به الإسلام أن يقول للناس : يا أيها الناس أنتم جميعاً عبيد الله وكلكم في هذا سواء، الناس سواسية كأسنان المشط ، هذا الكلام بالرغم من كثرة الآيات الواردة فيه والأحاديث والروايات لم يتحول الى واقع ليس فقط في ذلك الزمان بل إلى يومنا هذا.
هل اشترط الإسلام كفاءة النسب في الزواج؟
أصبح هذا في الفقه الإسلامي نظرية، على سبيل المثال المذهب الحنفي وفي بعض المذاهب الأخرى يشترطون في الزواج كفاءة النسب إذا كان قرشي فهو كفء لكل أحد ولا يوجد أحد كفء للقرشي، فيأتي تشريع أهل البيت عليهم السلام ويقول المؤمن كفء المؤمنة والمسلم كفء المسلمة (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
فأصبحت هذه النظرية في بلادنا وفي غيرها من البلدان موجودة، كم طُلِقت نساء من أزواجهن بناء على هذه النظرية؟! هذا في زماننا فكيف تلك الأزمنة وإلى اليوم يوجد مثل هذه الحالات.
مثل هذه القضايا تحتاج إلى كسرها إلى آخر درجة، فيأتي الإسلام ويقول أشرف الخلق وأفضل الناس وإمام الكل هو ابن جارية بحسب تعبيراتكم، والذي هو تاج على رأسك ويجب طاعته وإذا عصيت أمره تذهب إلى نار جهنم، ولا تتصور أن الشرف والرفعة والعلو والسمو وحسن العنصر محصور في منطقتك ولا في عروبيتك، بل موجود في كل البشرية ولا تتصوره أنه خاص بك وبقبيلتك والباقي لا يملكون شيء.
هناك أصلاب طاهرة وأرحام مطهرة يقول الإمام الصادق عليه السلام: ( حميدة أو حُميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت الي كرامة من الله لي , والحجة من بعدي ) هذه المرأة التي ليست عربية بحسب تعبيراتكم وليست حرة هي سبيكة ذهب في صفائها هذه كانت مقرونة بالأملاك، فلا تتصور أن عناية الله محصورة في مكان معين بل عناية الله على الخلق جميعا، فنجد أحد الأئمة عليه السلام يأتي من جارية مغربية آخر من جارية نوبية ثالث يأتي من جارية رومية وسيدنا وإمامنا صاحب العصر والزمان من جارية رومية كما ذكروا.
فهذه الأرحام الطاهرة وهذه المقامات العالية ليست محصورة في العرب ولا في قريش ولا في بلدك أو عند قومك ولا تتصور أنك أعلى من غيرك، ليكن فخرك بعملك الصالح بأخلاقك بعلمك، فجارية في عرف الناس جاء منها الإمام موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه.