تحتفظ الشريعة الغراء في مجال آداب الطهارة بالكثير من المسائل التي لطالما كانت محل جدل ونقاش أو تشكيك من قبل أعداء الدين.
لكن اليوم وفي ظل أزمة صحية عالمية تشاهدون كيف برز البرنامج العبادي المرتبط بأحكام الطهارة، والمهتمون بالمستحبات والآداب يعلمون بذلك ويطبقوه من باب التعبد، مثلا غسل الكفين قبل الوضوء، والتمضمض والاستنشاق ثلاثاً.
فهي تمثل اليوم مقدمات أساسية في جانب الوقاية أضف إلى ذلك عملية الوضوء والغسل الواجب منها والمستحب.. فالوضوء مستحب على كل حال حتى قبل النوم.
والأغسال المستحبة أكثر من الواجبة..وهذه الأحكام لا يقتصر أثرها الوقائي والصحي أو الطهارة المادية على المسلم وان كانت آثارها المعنوية مشروطة بالإسلام من جهة اشتراط قصد القربة.
وهناك أحكام إسلامية ترتبط بالجانب الوقائي بشكل مباشر مثل المحرمات من بعض أنواع الطيور والأسماك و الزواحف.
كما أن الشريعة الإسلامية الغراء لم تغفل مسألة لزوم التطهر عند ملامسة النجاسات و وجود وسط ناقل… مما يشعر بوجود مخاطر من الملامسة… مثل ميتة الانسان قبل الغسل وبعد البرد. والكلب. والخنزير. و ولوغهما .. فضلا عن تناول لحومها كما نسمع.. بل اتخطر أن إحدى الحكومات تسمح بفتح مطاعم لتناول ما خبث وتمنع وتعاقب مطاعم تقدم ما طاب من الطعام.. لا لشيء الا لمعاندة الحق ومحاربة الله والرسول… جهلا منهم وسفاهة.
بل نشاهد إلى الآن أقواما من المشركين في الهند وهم يقدسون الجرذ و يسمحون له بتناول الطعام معهم بكل احترام في معابد خاصة.. في حين يحتقر الانسان المكرم ويهان ويقتل بجرم الإنتماء للاسلام..؟؟!! وتمنح ما يسمى بالمنظمات الدولية جائزة السلام للقتلة… ولا يرف لهم جفن إزاء ما يفعله جلاوزتهم بالمؤمنين قتلا وتجويعا وترهيبا وتهجيرا في الوقت الذي ينفقون مال الله بكل سخاء من اجل نشر الفساد في الأرض.
وعلى آية حال.. اليوم يقف منهاج التطهر في الشريعة الإسلامية في مقدمة لوائح الوقاية الصحية سواء اعترف محور الكفر والعناد بذلك ام وضع اصابعه في أذنيه.
فمع ان فكرة الجراثيم المجهرية لم تكن مطروحة في الازمنة السابقة لكن الخالق سبحانه وهو العليم الحكيم قد أوحى بتلك الطرق الوقائية القيمة إلى رسوله الأعظم.
والكثير من أبناء المجتمعات البشرية غافلون عن تلك الاداب والأحكام رغم ان اثارها عامة وللناس كافة.
يقول عز وجل..وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (الأنبياء ١٠٧)
نسأله سبحانه أن يمن علينا وعلى جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات بالصحة والعافية… وأن يهدي القوم الكافرين… انه سميع مجيب.
حسين عوفي الطائي / النجف الأشرف