تقوم بعض العاملات في صالونات الحلاقة والتجميل بنشر صور الزبونات بعد تزيينهنّ كصور ( الشعر ، الحواجب ، العيون ، مقطع من اليد ، ونحوها)، وقد يحصل هذا من دون إظهار الوجه كاملاً بداعي الترويج والدعاية للصالون الذي يعملنّ فيه وكسب الزبائن من النساء ، ويتصورنَّ انّ هذا الامر جائز، ولا إشكال فيه، بحجة أن صاحبة الصورة غير معروفة والصورة غير كاملة.
وبسبب إنتشار هذا العمل حتى كاد ان يكون ظاهرة عامة مستساغة من الكثير أحببنا أن نبيّن الرأي الشرعي والاخلاقي في هذه المسألة .
فنقول ومن الله التسديد : من المؤسف جداً مانراه ، ونسمعه من بعض الاخوات حيث التسامح ، والتهاون ، في هذا الجانب ، وعدم الإكتراث بالنتائج السلبية التي تنتج من نشر هكذا صور ممّا يسبّب إشاعة الفاحشة ، وهل سيتوقف الأمر الى هذا الحد فالشيطان يتفنّن في وسائل الاغراء والجذب ويقنّن لأصحابها ما يوهمهم بصحة أعمالهم .
قال تعالى : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾ الاسراء : 53
وكيف لايوجد إشكال !!
بل في ذلك أكثر من أشكال ، فلا يستدرجنا الشيطان لنفتي من غير علم ، فقد ورد في الحديث الشريف : ((من أفتى بغير علم لعنته ملائكة الارض وملائكة السماء ))
أن نشر صور لمقاطع من جسد المرأة كالشعر ونحوه وبصورة مبتذلة خاصة من نساء مستورات ومحجّبات أمر مرفوض لا يرتضيه الشرع الحنيف ، لما فيه من المخالفات الشرعية التي منها :
● أغراء الشباب وتحريك الميول الشهوي
● إظهار شعر امرأة مستورة محجّبة
● جرح الحياء ، وخدش العفة …
● سن سنة سيئة عليها وزرها ووزر من عمل بها …
كما ويدخل ذلك في أشاعة الفاحشة المنهي عنها بصريح القرآن الكريم
قال تعالى : ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبوَّنَ أَن تَشِيعَ الفََٰٰٰحِشَِةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمُُُ فِي الدُّنيَا والأَخِرةِ وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمِونَ ﴾النور : 19
ومنه يتّضح المنع عن نشر صور لنساء متبرجات ، فاتنات ، متزينات ، مبتذلات ، سواء كُنَ معروفات ، أم لا ، بل والمنع عن كل ما يُحرّك الغريزة ، ويثير الفتنة ، ويخدش الحياء ، ويجرح العفة ، لدخوله في منطوق الآية الشريفة التي نصت على المنع عن إشاعة الفاحشة وتوعّدت فاعلها بالعذاب الأليم في الدنيا معجّلاً ، وفي الأخرة مؤجّلاً .
قال تعالى : ﴿ وَلَعَذابُ الأخِرةِ أَكبَرُ لَوكَانُواْ يَعلَمُونَ ﴾ القلم : 33
والعتب على هؤلاء الأخوات وعلى أزواجهنَّ ، فكيف تبيع المرأة عفّتها بهذه الصورة الرخيصة وتجعل شعرها ومقاطع من جسدها عرضة لأنظار الرجال وتقلّبات شهواتهم كيفما أرادوا … ،
فلماذا لم تحفظ نفسها ، وتصون زوجها إنْ كان يعتني بذلك …
والى الله المشتكى وعنده الملتقى ، و (( إنَّا لله وإنا إليه راجعون )) .
الشيخ ميثم الفريجي