عبدالله الذيب: الأَعرَاب بين سيف الجلّاد .. ومُوضة الإِلحاد
ابتَعدت ألأعرابُ المستَعرِبة في العُقود الثّلاثة السّالفة خصوصاً بمُربّع مملكة الكهنوت والاستبداد وما جاوَرها من الممالك الحديثة الظهور في شِبه الجزيرة العربيّة ابتعاداً شاسعاً عن كتابِ الله تعالى وتوجِيهاتهِ، وانغمسَ أهلُ الثّرواتِ ورؤوسُ الأموال وعبّاد الملذات من مُلوكِ النّفطِ وأُمِراءِ الرِّمال في متاعِ الدُنيا الزّائِل ومُستَنقعِ الشَّهوات، ادى كل ذلك الى تَأثّر السواد ألأعظم مِن المُجتمعِ الخليجِي وانقسامه ما بين ثقافاتٍ تكفيرية وهابية وثقافة علمانية دخِيلةٍ على الدينِ الإسلامي القِويم ، تِلك الثّقافات المُلوثه التي تِحمِل ثقافة التشنج الديني التكفيري معروفة لدينا ولا حاجة للتطرق الى ثقافة أبا منشار …
إن ما اقصده في هذا المقال وأركز عليه هو أو هي ثقافة العلمانية الِإلحادية الوَارِدة من الغرب ومن بلادِ البنغال والهندوس والبوذيين الّذي خالَطهم المجتمع الخليجي وَجانَسُهم الى درجة أنهم اْحتلُّوا دِيَارَهم وتَولَّوا تربيةَ صِغَارهم ورعاية شبابهم.
في حين انه في الوقتِ نَفسه نجدُ الوالِدَين والكِبار ذُكوراً وإناثاً يَلهَثونَ وراءَ إشباعِ رغباتهم وشَهواتهم ، بهدر مَلايين الدُّولارات في صالاتِ المَلاهِي وَحاناتِ القمارِ والأسواق والمقاهي داخل البَلد وخارجه خُصوصاً الدول الغربيه منها .. مما أثّر ذلكَ الإنحلال بشكلٍ بالغٍ على نفسياتِ وأخلاقِ ومعتقداتِ أبنائِهم وبناتِهم وتعريضهم للضياع والتيه الخ ..
إن من يتتبع ويراقب تلك المجتمعات بحرص ويقارنها بَين الفَينةِ والأُخرى يجد فيها انتقالاً طورياً وتطورياً مأساوياً سلبياً كل عام ،فمثلا ً عندما ينعق في وجه العالم شاب خليجي احمق وجريئ في وسائل التَّواصل الإجتماعي وذلك بنشرِ تغريداتٍ لهُ يُعلن فيها إعلاناً صريحاً واضحاً بِإلحادِه وَكفرِه باللهُ وما جَاء بهِ الاسلام عبر العصور من الكتب الشرائعية المقدسة وعلى مَسمعٍ ومرأى مِن الجميع ،وبذاك الفعل يَخرج ذاك الشابُ المُدلَّل أو تِلكَ الشابَّة المُترجِّله بَموضاتٍ عصريةٍ متحررةٍ ومتجردةٍ عن كلِ القِيم والمبادئ ومتحدية ًللأخلاق وإستخفافٍ بالعروبة واحتقارٍ للدين …
“جيلٌ قد استَهوتهُ أمركةٌ وفرنَسنةٌ ولَندرةٌ وبَذُ أثينا
أخذَ المَساوئَ عنهم وَغدا بها مُتمرداً مُستَنوقاً مفتونا”
كيف ذلك وقد اصبحَ ذلكَ التوجّه الإلحادي مُوضة جديدة وبضاعة رائجة بين الشبابِ المراهقين …وعندما يُسأل الشاب لِماذا الجنون..؟! يُجيبُنا أنّه بفعلته تلك ( الالحاد ) قد تحررَ من الدينِ وقِيوده وَضوابِطه بِحجّةِ أنّ الدينَ يُحرِّض على العُنف ويقيّد العقل والعاطفة ويكبِّل حريةَ القول والفعل والتعبير …..ألخ
نعم !!! تلكَ هي محنةُ ذاكم الشاب المغرور الذي يُجادل ويلاسِن معتقداً صوابِيّة ما هو عليه وماهو فيه من الانحلال العقائِدي العجيب مُتكئاً في جَدله العقِيم بِذكر ما وَجده من خُزعبلاتٍ في كُتبِ ومجلدات الماديين والانحلاليين الغربيين والمستشرقين العرب .كذلك ويستدلل بآراء وفتاوى أبواقِ الفتنةِ المتناقظة وعلماءِ السوء في تلك الأمصار ….
كذلك يَنظُر أيْ(الشاب المفتون) بعينهِ الأُُخرى إلى معتقداتِ بعض الطوائفِ أوالحركاتِ المحسوبهِ على الدين وعملها الإقترافي الاجرامي من ذبحٍ وحرقٍ وسحلٍ للأبرياءٍ وتفجيرٍ وتدمير ٍ وإهلاكٍ للحرثِ والنسل ليتخذها ذريعة يُجادلُ بها من خاصَمهُ في مشروعهِ الشّيطانِي . مؤكداً بانه وجد لنفسه وامثاله طريق للهروب مِن تلكَ الجماعات التكفيريه الوحشية الداعشية واقعاً نفسه في أحضانِ المُلحدِين ومستنقع الزّهايمَر المُنكرينَ لِوجودِ { الله }…سُبحانهُ وتَعالى
( الالحاد ) … موضوع يهرب منه البعض ويبرر هروبه باعذار واهية غير منطقية البته …كيف ذلك بعد ان اضحى هذا الموضوع مشكلة عصرية يجب ان توضح خطورتها باسلوب يناسب كل الناس ..
شرً متفشي وطائفة متمردة غوغائية تسعى لنشر هذا الفكر الخطير بِكُل قِواها مَدعُومة من الماسُونيهِ العالميّه وعُبّادِ الشّياطين تحتَ غِطاءِ الحُريةِ الفكريةِ وحريّةِ الرأي وَالأديان والديمقراطية ،وَتجمع اولئكم الشباب نوادِي رِياضيه مَلغومه ومواقِع تَواصُل اجتماعيةٌ مِسمومة ، يُمكن لِأي باحثٍ أن يَجدها عبر شبكةِ الأنترنت وبأبسط الطرق الاستقطابية نحوهم ..
( اذكياء بالغباء ملحدون ) نَسَجُوا للبُسطاءِ من العامّة نظرياتٍ عنكبوتيهٍ تُوقِعُ قارئَها في شِباكِ الشك والشرك ثم الكفرِ والعياذُ بالله.
نظريات فلسفية فراغية حول قضيةِ الخالق والمخلوق والواجد والموجود وأفكار لا منطقية شيطانّيه تَدَّعي الغَوص في أعماقِ العقلِ وما وراءَهُ.. لتجعل القارئ البسيط فيها حَيران كمن مسّهُ الجان حتى تلقي بصاحبها غرِقاً في أعماقِِ الشُبهات والتناقُضات وجدلياتِ الفراغ اللانهائية …. أو الإنتحار
فلهذا وَجِبَ على الكتاب المتعلمون المتدينون مُحاربة هذا التيار الفكري الإلحادي السخيف بِالحُجةِ والبُرهان ، ومواجهة السلوكِ الانحلالِي المقيت بِالعفةِ والإيمان .. مُتمسِّكينَ بثقافةِ القرآنِ العظيم وسنةالرسول الكريم ومنهاج آل بيتهِ الطاهرينْ الّذينَ أوصانا رسول الله صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ بهم حِينَ قال:
{ إنّي تاركٌ فيكم مَا إِنْ تمسّكتُم بهِ لَن تَظِلُّوا بَعدِي أَبَدا ،كِتَابُ اللهِ وَعِترَتِي آلُ بَيتِي } …
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.