إن الحديث عن شخصية الإمام الصادق عليه السلام فوق قدرتنا، لأنا لا نستطيع أن نصل إلى فهمه وتعريفه، فما زالت كثير من أسرار شخصيته غائبا عنا!
والذي يستطيع تعريف الإمام الصادق عليه السلام هو الشخص الأول في العالم جده المصطفى صلى الله عليه وآله، الذي بشر به أمته قبل زمانه!
كانت شخصيته عليه السلام متميزة عن كل أهل عصره، كما هو الحال في شخصيات المعصومين عليهم السلام وكان الإمام محل تعظيم وإعجاب حتى من أعدائه ومخالفيه! فقد رووا عن أئمة المذاهب إعجابا كبيرا به لا يشبهه إعجابهم بأحد! قال الصدوق أعلى الله مقامه في الخصال ص 167: (حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد، فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول: يا مالك إني أحبك، فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه. وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا، وكان من عظماء العباد، وأكابر الزهاد، الذين يخشون الله عز وجل، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله، اخضر مرة واصفر أخرى، حتى ينكره من يعرفه!
ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام، كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله فلا بد لك من أن تقول. فقال: يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: لبيك اللهم لبيك، وأخشى أن يقول عز وجل لي: لا لبيك ولا سعديك!). (الخصال للصدوق ص 167، ورواه أيضا في الأمالي ص 234، وفي علل الشرائع: 4 / 234، عنه في البحار: 99 / 181).