بممارسة الفاحشة وهنا تدخلت القدرة الربانية لتنطق الوليد المبارك بكلمات أدهشت الحسّاد والمعاندين وأخزتهم ونصرت العفيفة الطاهرة[ 4 ].
ومن هذه الحادثة كأن المرجع اليعقوبي يقول لنا أنه ينبغي على المرء اذا عرف شخصا ما قد توفرت فيه هذه العوامل التي هي عوامل تكوين الشخصيات الفذة فعليه على أقل التقادير التمهل في إطلاق الحكم ضده …
توجد الكثير من المواقف التي تبين ضرورة أن يكون الموقف ايجابيا مع هكذا شخصيات توفرت فيها عوامل تكوين الشخصية الفذة …
من هذه المواقف موقف المرجع اليعقوبي في دعم السيد الشهيد الصدر (قدس سره) رغم شراسة حملات التسقيط التي شنت عليه من مختلف الجهات ولهذا أشاد السيد الشهيد (قدس سره) بوقفة المرجع اليعقوبي وشكرها وسجلها له حيث قال في لقاء مسجل: الشخص يعني الرئيسي الاول يعني حقيقة ناصرني في ظرف شدتي هو الشيخ محمد اليعقوبي[ 5 ].
ما هي هذه الشدة التي قصدها الشهيد الصدر؟
وقد أوضح المرجع اليعقوبي ما هي الشدة التي قصدها السيد الشهيد الصدر (قدس سره) بقوله هذا:
هي تلك الايام الأولى التي كثرت سهام الاتهام عليه والدولة أوعزت الى المرتبطين بها من الأوقافين كنا نسميهم وبعض رجال الدولة ان يلتفوا حول السيد الصدر والترويج لمرجعيته فانسحب المؤمنون…[ 6 ]
وقد أشاد السيد الشهيد الصدر (قدس سره) بالمرجع اليعقوبي وأظهر كيف أنه مؤمن وواثق بمرجعيته وهذا ما اتضح في قول السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) للمرجع اليعقوبي: أنت تعرفني معرفة لو رأيتني أقبل يد صدام حسين لما شككت بي[7 ].
الإمام الصادق (عليه السلام) في موكب الحاكم الجائر المنصور الدوانيقي
عن حمران قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) و ذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال: إني سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الامر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم[ 8 ]، قال: فقلت: ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال: لي أتحلف على ما تقول؟ فقلت: إن الناس سحرة[ 9 ] يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا فقال لي: تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟ فقلت: نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام، فعرفت أنه قد حفظ الحديث، فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك[ 10 ] فإني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك فسكت عني، فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال: جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته، فقلت بيني وبين نفسي: هذا حجة الله على الخلق وصاحب هذا الامر الذي يقتدي به وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الانبياء ويسفك الدماء في الارض بما لا يحب الله وهو في موكبه وأنت على حمار فدخلني من ذلك شك حتى خفت على دينى ونفسي، قال: فقلت: لو رأيت من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه فقال: الآن سكن قلبي …[ 11 ]
لاحظوا نتيجة موقف واحد كاد أن يذهب دينه ولكن من لطف الله به أنه لجأ إلى الإمام واستفسر منه فتداركه لطف الله وسكن قلبه …
وهناك الكثير من المواقف في حياة الأئمة (عليهم السلام) …
ومما تقدم يتضح لنا أنه من الضروري أن نكون واعين وأن نتمهل في إصدار الحكم تجاه شخصيات توفرت فيها هذه العوامل خاصة ونحن نعيش وسط اختناقات سياسية واقليمية ودولية وتدخلات كبيرة جدا في العراق والكل ينهش بالعراق وكأنه يمر نفس المرحلة التي مر بها العراق قبل تصدي الشهيد الصدر فظهر السيد الشهيد الصدر (قدس سره) على الساحة وتصدى ولم يكن هذا التصدي ممكنا لولا شجاعة الشهيد الصدر وذكاءه حينما حيث أوهم النظام الطاغوتي أنه يمكن أن ينفعهم وقلب الطاولة على رؤوس النظام وأحدث حركة اسلامية كبيرة وواسعة لم ولن تنتهي باستشهاده (قدس سره) وقد رأينا الكثير من ثمراتها وإن لم يلحظها الكثيرون والتي أهمها إيجاد القيادة الرسالية التي تتابع المسيرة وقد اثبتت كفاءتها في مواجهة التحديات رغم كثرتها واتساعها … ومن ثمراتها اسقاط الطاغية صدام
قال المرجع اليعقوبي:
إن التغيير وإن حصل ظاهراً على يد الولايات المتحدة وحلفائها وهو صحيح لأن الظالم لا يقدر عليه إلا من هو أظلم منه إلا أنّ المسبب الحقيقي هو الله تبارك وتعالى وبيده الأمور كلها [لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ] (الأعراف:54)، وما هذه الأسباب الطبيعية إلا وسائل وأدوات يهيئها الله تبارك وتعالى عند تحقق الشرط، وشرط تغيير الظلم وإزالته هو عودة الأمة إلى ربها ودينها والتزامهم بشريعته قال تعالى: [إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأنفسهِمْ] (الرعد:11)[ 12 ].
ولما رأت أمريكا ان الحركة الاسلامية في اتساع رأت أن تتدخل بنفسها وهذا ما أشار اليه بوضوح المرجع اليعقوبي في خطاب له: