بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}.
من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وظهرهم تظهيره السيدة الزهراء (سلام الله عليها) التي قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (فاطمة بضعة مني يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها).
حديثنا حول الزهراء (عليها السلام)، في محورين:
1-في نشأتها.
2-وأدوارها الرسالية.
المحور الأول في نشأتها:
ذكر المؤرخون والمحدثون ومنهم الحاكم في مستدركه عن عائشة أنها قالت: (ما رأيت أشبه بالنبي المصطفى َسمتاً ودلاً و هدياً من أبنتهِ فاطمة, وكانت إذا أقبلت إليه قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه, وقلت له:أرك تقبل فاطمة وهي أمراءه, فقال:أنها من ثمر الجنة, أنه لما عرج بي إلى السماء تناولت ثمرة من الجنة ولقيت خديجة حملت بفاطمة فكنت إذا أردت أن أشم راحة الجنة شممتُ فاطمة).
هنا يتبادر إلى لذهن الإنسان سؤال لماذا تنشئة فاطمة من ثمر الجنة؟! لماذا اختصت السيدة الزهراء (سلام الله عليها) بهذه المنقبة وهي أنها تنشئة وتكونت طينتها من ثمر الجنة دون غيرها من الأنبياء والأوصياء والأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ما هو السر وراء هذه المنقبة ووراء هذه الفضيلة؟!
هذا يعود لبحثاً فلسفياً وهو البحث عن علاقة النفس بالجسد, ما هي علاقة النفس بالجسد؟ نحن نرى أن هناك علاقة وثقيه بين النفس وبين الجسد, الجسد إذا أصابه المرض تتأثر الروح فيصيبها الإعياء نتيجة لمرض الجسد, والروح إذا أصابها الخوف أو القلق أنعكس ذلك على الجسد فتصيبه الحمرة, الصفرة نتيجة لما يعتلج الروح من قلقاً أو خوفاً أو وجل, إذاً هناك علاقة تأثير وتأثر متبادلة بين الروح وبين الجسد,ما هو سر هذه العلاقة الوثيقة بينهما؟!
هنا الفلاسفة يذكرون قاعدة أن الحركة الجوهرية في الوجود الواحد قد تنقل هذا الوجود من صورة إلى صورة أخرى.
ما معنى هذا الكلام؟!
1-هناك حركة عرضية.
2-وهناك حركة جوهرية.
حركة الإنسان في المكان أن ينتقل من مكان إلى مكان هذه (حركة عرضية), لكن هناك حركة أعمق من هذه الحركة تسمى (بالحركة الجوهرية),حركة الوجود في صميم ذاته, وحركة الوجود في داخل ذاته (تسمى بالحركة الجوهرية).
مثلاً:البذرة تتحول إلى جذور ثم إلى أغصان ثم إلى شجرة مثمرة هذه الحركة ليس حركة مكانية وإنما هي(حركة جوهرية), بمعنى أن هذا الوجود النباتي المسمى بالبذرة هذا الوجود يتحرك في داخله ويتحرك في صميم ذاته, ويتحول من صورة إلى صورة أخرى.
مثلاً: نحن نجد عندما نضع الماء على النار الحرارة وجود واحد هذا الوجود درجات متفاوتة كلما ترقى هذا الوجود إلا وهو وجود الحرارة ونتقل من درجة إلى درجة أخرى تغيرت صورة الماء, وتغير شكل الماء إلى أن تصبح درجة الحرارة بدرجة عالية تتحول فيها صورة الماء من مائعاً إلى بخار, إذاً هذا الوجود الواحد يتحرك ليست الحركة حركة مكانية, (الحركة حركة جوهرية) هذا الوجود المعبر عنه بالحرارة وجوداً يتحرك في صميم ذاته ويتحول من صورة إلى أخرى من صورة مائعة إلى صورة غازية إلى صورة بخار, إذاً الحركة الجوهرية في صميم الواجد الواحد تنتقل من صورة إلى صورة أخرى.
رساليات البصرة