ربما راودَت البعض منا الرغبة في تنمية حبه للقراءة، والتهامه للكتب، إلا أننا – ربما – لم نهتد بعد للطريقة المثلى لتحقيق هذا المطلب، وإليك عزيزي القارئ جملة من النقاط التي قد تكون كفيلة بمساعدتك في أن تصبح قارئاً نهماً:
1- وعي أهمية القراءة: فالناس أعداء ما جهلوا، فمن يدرك هذا الأمر ويعي فوائد القراءة وأهميتها في الارتقاء بفكره وسلوكه وحياته، فإنه سيلجأ للكتاب دوماً، سيأخذه بقوة ليضعه بين يديه، مقلباً أوراقه، إذ علينا أن نقرأ، وأن نتمسك بالكتاب حتى لا يفاجئنا الطوفان كل يوم.
2- إزالة النفور من القراءة: عن طريق تخصيص الوقت الملائم لها، إضافة للتدرج في ممارستها، عبر اختيارك للكتب الصغيرة الحجم في البدء، باعتبار أن قليلاً تدوم عليه أرجى من كثير مملول منه، فمن السهل أن تقرأ كتيبا لا تتراوح عدد صفحاته (50) صفحة.. لكن من الصعوبة أن تقرأ كتاباً من (500) صفحة في خطواتك الأولى.
ولتحصيل الرغبة في ممارسة القراءة، يحبذ أن نصطحب معنا كتاباً ونحن ننتظر في المستشفى – مثلاً – أو في الأماكن التي نضطر فيها للانتظار – عادة – وسنرى أنفسنا مندفعين في قراءته.
3- القراءة الموجهة: لتحقيق طموحات الإنسان وتطلعاته، فمن يرغب في كسب الأصدقاء مثلاً، فإنه سيعمد لقراءة كتب في مبادئ العلاقات الإنسانية والاجتماعية، ومن يرغب في تطوير تجارته فسيعمد للقراءة فيما يخصه من أمور، ومن يرغب في تربية أولاده فسيعمد لقراءة كتب في التربية… إلخ.
4- انتقاء الكتب المناسبة: ويتم هذا الأمر بزيارة دورية للمكتبات التجارية، ومعارض الكتب، ففيها سيجد القارئ ما يشبع احتياجاته، ويتناغم مع ميوله، ويمكنك أخذ النصيحة بما يناسبك من كتب ممن تثق به.
5- وضع الكتب وعرضها بشكل لافت للنظر في البيت: ولتكن في متناول الأيدي دوماً.
6- محاورة العلماء والمثقفين: فمجالستهم قد تجعلك قارئاً نهماً، أوليس من جالس العلماء أصبح عالماً؟.
7- تحبيب القراءة والكتاب إلى النفس: حتى تلزمها وتألفها فأفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه، وعليك بالتنويع في قراءاتك، ويفضل أن تنتقل من موضوع لآخر، فمثلاً، إذا كنت تقرأ كتاباً عميقاً من الحجم الكبير، فبإمكانك تركه جانباً للحظات لتقرأ قصيدة من ديوان، أو قصة من كتاب، لتسلي نفسك قليلاً وحتى لا تشعر بالملل من القراءة، جاء في الأثر: “إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم”.
8- التقليل من جلسات السمر الطويلة مع الأصدقاء: والاستعاضة عنها بقراءة في كتاب، بل يمكن الاستفادة من هذه المجالس في القراءة بصورة جماعية مع الأصدقاء والمعارف والزملاء، فكما يمكن المذاكرة مع زملاء المدرسة والصف بالنسبة للكتب والمقررات الدراسية كذلك يمكن تشكيل حلقات للقراءة الجماعية في مجالات المعرفة والثقافة العامة، بنفس الطريقة والكيفية.
ولو اعتاد طلاب المرحلة الثانوية – مثلاً – على النمط من القراءة لأصبحت لديهم عادة في أيام الجامعة “ومن شب على شيء شاب عليه”، كما يقول المثل. والخير عادة، كما يقول علماء التربية والأخلاق.