العاشر من شهر رمضان المبارك ذكرى وفاة السيدة المباركة خديجة بنت خويلد زوج النبي (صلى الله عليه وآله)، إنموذج نسوي رسالي واعي هادف ، مؤمنة صادقة مع ربِّها مضحِّية من أجل هدفها، وزوجة صالحة كريمة معطاء وقفت الى جنب النبي من أول ساعات الشدة والعسر والتكليف والابتلاء، حيث البعثة النبوية الشريفة وضحّت من أجله بالغالي والنفيس، فلم تدّخر شيئاً لنفسها، وإنَّما بذلت كلَّ ما تملك في سبيل زوجها وهدفه السامي المكلَّف به من قبل السماء.
وكانت اُمّاً نجيبة أولدت وربّت سيدة نساء العالمين الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وهي جدة الأئمة المعصومين عليهم السلام، وكفى بذلك فخراً لها في الدنيا والاخرة.
لذا كانت نبراساً وقدوة للنساء المؤمنات الصالحات ومحل إفتخار لبنات حواء على الإطلاق.
ومناقبها وفضاؤلها أكثر من أن تحصى في هذه العجالة ….
ولكن مع ذلك نجد تقصيراً واضحاً، وإهمالاً متعمّداً لذكرها في كتب المسلمين، وعلى منابرهم، وفي ثقافاتهم، بل لا نجد ذلك واضحاً حتى بين الخاصة من المسلمين ممّن ينتسب بالولاء لأحفادها المعصومين الكرام، ولأبنتها الحجة الطاهرة الصديقة، فأن كانت قد دفعت ضريبة إرتباط بيت فاطمة وأولادها بها، فأُخرت بين نساء النبي، وهي المقدمة والاولى بشهادته ( صلى الله عليه وآله ) كما يقول: (والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، ورزُقت منّي الولد )، وقال: (إنّي رُزِقتُ حُبّها).
فبأيّ سبب يقل ذكرها، ولا تقام وتحيا مجالسها بين شيعتها وعارفي فضلها.
فهكذا يُردّ لها الجميل، وإن كانت لا تنتظرجميلاً غير رضا الله تعالى، ورضا رسوله!؟.
أو هكذا يواسى رسول الله بها !؟.
أو هكذا يقرّ عين أحفادها المعصومين بها !؟.
و من هنا: ندعو الأخوات الفاضلات الرساليات من المبلغات وغيرهنّ وطالبات العلوم الدينية والفضليات من النساء المثقفات الواعيات أن يضعن أيام السيدة خديجة نصب أعينهن ويقطفن أزهاراً من بستان إخلاصها، وعملها لربّها ودينها و نبيّها، فيعرضْن الدروس المستقات من سيرتها العطرة بين أبناء جنسهنّ.
وكم يحتاج المجتمع النسوي للتعلّم من فضائلها وخلقها وأداء تكليفها كزوجة وكأم وكأمرأة رسالية واست وآثرت وضحّت حتى استُشهدت في سبيل العقيدة والدين، خاصة مع ما نراه من ضياع القيم والمبادئ، وانتشار المنكر والآثام، والابتعاد عن تعاليم الدين، وتفكّك الأسر، وإزدياد حالات الطلاق، وتسيّب الأولاد، وتحلّل البنات في الكثير من العوائل مع الأسف.
وما تعرضه الفضائيات خير شاهد ودليل، بل الحقيقة ببابك فانظر إلى ما يحتويه المجتمع من نماذج.
والأمل بالله تعالى أن يستفاد من سيرة الطاهرات من نساء العقيدة كالسيدة خديجة (رضوان الله عليها)، لرفع مشعل العفة والحياء والطهارة والنجابة وسد أبواب الرذيلة والمنكر …
الّلهم أشهد أنّي قد بلغت …
والله المستعان وعليه التكلان
الشيخ ميثم الفريجي