كتب المشرف العام لمشروع كونوا مع الصادقين السيد رسول الياسري: في أوائل التصدي للمنبر حيث لم تمض إلا سنين علي في خدمة سيد الشهداء (عليه السلام).
وأضاف السيد رسول الياسري: وإذا برجل يطرق الباب يطلب الحديث معي، فخرجت له ودار بيننا هذا الحديث:
– السلام عليكم حجي.
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سيدنا.
– تفضل يا حاج.
فدخل إلى غرفة الاستقبال فقدمت له الضيافة إلا أني لم أعرفه بعد فهذا اللقاء الأول بيننا. كان وجهه باسماً وذكر أهل البيت (عليهم السلام) يتردد على لسانه وترحيبي به يزداد لطيب كلماته. فقال:
– سيدنا أريدك أن تقرأ عندي على جدك الحسين (عليه السلام).
– بخدمتكم حجينا في أي مكان؟ ومتى؟.
– أنا أقيم المجالس في شهر رمضان المبارك بأكمله، وفي أيام شهر محرم إلى يوم شهادة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، والآن نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك فنريد منك أن تقرأ فيه.
– بخدمتكم حجينا. أين مكان المجلس؟.
وعندما وصف محل سكناه عرفت أنه لا يبعد إلا 50 متراً تقريباً عن مقر الفرقة الحزبية لمنطقته، وكانت المجالس ممنوعة خصوصاً في بغداد ولا تسمح لنا زمرة البعث بالقراءة إلا في مأتم الفاتحة المتعارفة. لكننا كنا نخالف ونقرأ في غير هذا المورد.
كما أن موقفي من الخدمة العسكرية غير سليم فقد كنت متخلفاً عن الخدمة العسكرية. فقلت في نفسي إن قبلت الذهاب فهذا يعني أني ذهبت بنفسي للاعتقال فعلي أن أعتذر بأدب من الحاج حيث لا أستطيع أن أكشف له السبب في ذلك. الحين وبنفس الوقت أنتظر مجلساً آخراً في مكان أقل خطراً، فقلت له:
– حجينا تدري الحكومة مايقبلون نسوي مجلس فشنو؟ عندك موافقة من الحكومة حتى تسوي مجلس؟ فقال:
– سيدنا شلون أجيك وما عندي موافقة.
فتفاجئت من كلامه، فقلت:
– من الذي أعطاك الموافقة؟ فقال لي وكان وجهه باسماً:
– الله سبحانه وتعالى وجدك رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام يقولون ذلك.
فأخذت أرتعش من كلامه وثقته واتضح لي أن ولاء هذا الرجل وثقته أكثر مني فمن دون أي نقاش قلت له:
– حجينا بخدمتك حتى لو على قطع رقبتي.
ذهب الحاج وبقي حالي كمن لم ينجح بدرس في مدرسة الولاء ويحتاج إلى أن يدخل في دور آخر ليثبت أنه قد نجح.
سأخبركم عن هذا الرجل الوقور في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
لقد كان هذا المعلم من الشيبة ويعمل في بناء البيوت حسب الظاهر ولم يكن قد درس في الحوزة العلمية. لكنه هدم عندي عنصراً من عناصر التردد وبنى في داخلي جسر العبور إلى ضفة نهر الولاء كي أرتوي وأرتقي.
فكان لقائي به جرعة مهمة ودرس لي أحببت نقله إليكم وهو أن لا تستصغروا درساً أرسله الله لكم بيد خلقه مهما كان شأنكم فالأرزاق يقسمها رب العالمين.
اللهم ألهمنا ذكرك وشكرك وأجعلنا من المتعظين فما أكثر المواعظ وما أقل المتعظين.
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية