أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)، أنه لا شك أن الشعائر الحسينية من أعظم الشعائر الدينية. وتضاهي في بركتها وتأثيرها في حفظ الدين الحق وتثبيته في قلوب المؤمنين ودعوة البشرية إلى الله تبارك وتعالى أعظم الشعائر الواجبة. لذا فإقامتها والاهتمام بها من أوضح مصاديق قول الله تعالى (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32).
وقال المرجع اليعقوبي، في بيان تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه. “لكن تفشي الوباء الذي تعيشه جميع البلدان وإصابة الملايين من الناس حتى عدّته منظمة الصحة العالمية جائحة مهلكة. توجب علينا شرعاً وعقلاً من باب لزوم دفع الضرر عن النفس وعن الآخرين. الالتزام بالإجراءات الصحية التي تقي من سريان الوباء وانتشار العدوى به”.
وتابع، “فعلى المؤمنين مراعاة إجراءات التباعد ولبس الكمامات وتعقيم المكان والأيدي عند الملامسة والامتناع عن احتشاد الناس بلا فواصل. عند إقامتهم للشعائر الحسينية وسائر الشعائر الدينية. وإذا توفرت أجهزة الفحص فيحسُنُ إجراء التحليلات الاستباقية وتوثيق سلامة الأشخاص بشهادات يبرزها الداخل إلى أي مكان عام تشرط للإذن له بالدخول”.
وأضاف المرجع اليعقوبي، أنه “وإذا لم يضمن المؤمنون ضبط الإجراءات. فليقتصروا على إقامتها في البيوت بحضور أفراد الأسرة فقط والإنصات إلى مجالس الخطباء الواعين الرساليين. وهي موجودة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل الله تبارك وتعالى”.
وأردف، قائلاً: “ليواظبوا على زيارة عاشوراء يومياً. فإنها مجرّبة كسبب فعال لقضاء الحوائج ودفع البلاء وحل المشاكل ونيل الثواب وشفاعة المعصومين (عليهم السلام) في الآخرة”.
وأشار سماحته، إلى أنه “لا نغفل عن الإحياء النوعي لذكرى أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وإقامة شعائره كالتبرع بالدم وتبرع المتعافين من فايروس كورونا ببلازما الدم. وزيارة المصابين المحجورين في منازلهم وإيصال قناني الأوكسجين لهم وللمستشفيات وتوفير الأدوية اللازمة. أو إدخال الفرحة على الأيتام ومواساة المفجوعين ومساعدة المحتاجين بالشكل الذي يحفظ كرامتهم باسم الإمام الحسين (عليه السلام). وتوزيع النشرات ونصب اللوحات التي تقتبس من أنوار كلمات الإمام الحسين (عليه السلام). لتضيء للأمة طريق الهداية والصلاح أو عرض رسوم كارتونية تعالج الظواهر الاجتماعية المنحرفة وتشيد بالصور الإيجابية والأفعال النبيلة. تحقيقاً للغرض من خروج الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو إقامة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وبيّن، أنه “لقد جرّب العراقيون أنهم حينما التزموا بالتوجيهات الشرعية والإجراءات الصحية. في بداية ظهور الفايروس مع حلول شهر رجب الماضي كانت الإصابات محدودة جداً ومحل فخر أمام العالم. حتى تساءلت المنظمات الدولية المختصة عن السر في عدم انتشار الوباء في العراق. رغم كونه محاطاً بدول موبوءة واستمر الحال ثلاثة أشهر حتى حصل الانفلات والمخالفة في عيد الفطر. فقفز عدد الإصابات إلى مديات خطيرة والعراق في حال لا يسعه التصدي لمثل هذه البلاءات لكثرة جروحه النازفة”.
وختم سماحته، بالقول: “نسأل الله تعالى أن يكشف عنّا الضر والسوء ويمنّ علينا بالعافية في أمورنا كلها. ويوفقنا لطاعته ونيل مرضاته إنه ولي النعم”.
9/8/2020
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية