كيف نعيد للمسجد بريقه_ الحلقة الثانية
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}. إن العاقل المتأمل يدرك أن كل شيء يصعب الوصول له أو يتم الابتعاد عنه يتطلب دراسة في الأسباب وليس الانشغال بالنتيجة. فالنتيجة واقعة وحاصلة والسؤال الجوهري الذي نوجهه وعلينا مناقشته هو هل غاب دور المسجد في حياة الأمة؟ أم غابت الأمة عن حضور المسجد؟.
ويبدو أن الحقيقة المرة التي قد غفل عنها الكثير وهي نوع اخر من الغياب وهو غياب دور القائمين على المسجد عن تحديث الآليات والأساليب وإزالة بعض العوائق. لأن المسجد موجود والمجتمع موجود لهذا كان لزاماً علينا كحلقة وسطية أن نبذل قصارى جهدنا والقيام بدورنا. وأن نحبب الناس بالمسجد ونعيد بينهما العلاقة حتى نوصلهم إلى أن يعيشوا أجواء حديث النبي الأكرم (ص) حين امتدح رجل تعلق قلبه بالمساجد(١). فيعيش المؤمنون في هذه الدنيا في ظل الله في المسجد ويعيشوا في الآخرة في ظل رحمته جل علاه. حيث الخوف من أهوال يوم القيامة وصعوباتها.
لذا نوجه ونكرر نداء المرجعية الشاهدة الرشيدة لأصحاب الشأن للقيام بواجباتهم لتحقيق الطموح فالتحديات اختلفت وعلينا أن نحدث آلياتنا. كما أن الفرص المتاحة كثيرة وعلينا اقتناصها وما يعده البعض ضعفا قد يكون سبباً لتعضيد مصادر القوة التي يمتلكونها. ولا ننكر أن دور إمام المسجد أوسع من غيره لأنه يستطيع أن يقوم بأدوار متعددة ومتنوعة ويغذي الحركة الإسلامية والمرجعية بالعناصر التي تطور من أداء الأمة.
لذا كان المسجد ولازال محط اهتمام الباري عز وجل وكذلك أنبيائه وخلفائه المعصومين عليهم جميعاً الصلاة والسلام وكذا أولياءه من العلماء العاملين والأخيار من المؤمنين.
كما يفترض بالمعنيين عرض المساجد الفاعلة وتكريم القائمين عليها ولو معنوياً. وبذلك نرفع شبهة وقع فيها حتى الأجلاء من المؤمنين وهو عدم إمكانية إرجاع بريق المسجد الذي أعمى أبصار الطواغيت والمفسدين في أصعب الظروف. والذي ينبغي أن يتسع في هذا الزمان تمهيداً لدولة العدل الإلهي.
السيد رسول الياسري
المشرف العام لمشروع كونوا مع الصادقين
_________________
(١) قالَ رسُولُ اللَّه(ص) : سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية