نبارك للأخوة المسيحيين في بقاع الارض كلِّها وخاصة في بلدنا المبارك العراق، حلول ذكرى ولادة نبي الله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا واله افصل الصلاة واتم التسليم.
ونحن المسلمون أشدُّ فرحاً من غيرنا به و بولادته المباركة. وننتظر تلك الساعة التي ينزله الله تعالى بها من السماء ليعاضد الإمام المهدي (عليه السلام) ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ولكن لدينا طرقنا الخاصة للفرح بولادته الميمونة المباركة لأنه كلمة الله التي ألقاها إلى مريم وروح منه، (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) ال عمران: 45
فبولادته ننشر الحب، والسلام، والزهد، والصدق، والتواضع، والفناء في طاعة الله. وحب الخير للناس، والتفاني بخدمتهم، ونشر العدل ، والمساواة ، والأخوة ، وتعزيز القيم والمبادئ ، وتزكية النفس بالفضائل. وتخليتها من الرذائل والتجلي في عالم الروح … وغيرها ممّا جاد به سيدنا المسيح (عليه السلام ) على الناس في وقته وأصبح نبراساً لمن يقتدى به. ويمشى على خطى دربه.
هذا هو الفرح الحقيقي بولادة المسيح (عليه السلام)، وليس كما نرى في عالم اليوم من شيوع التهتك. والفساد، والاختلاط المحرم، وشرب المنكرات، وفعل الموبقات. وجرح الحياء، وخدش العفة ممّن يدعي أنه من أتباع السيد المسيح العفيف الطاهر النقي، وأمه القديسة النجيبة المحجبة المصونة العفيفة مريم العذراء
فأين أنتم يا اخوتي يا من تدّعون الانتساب إلى سيدنا المسيح ؟
ـ أين أنتم من طهارته، وصدقه؟
ـ أين أنتم من عفته، وحيائه؟
ـ أين أنتم من زهده ، وكفافه ؟
ـ أين أنتم من عف بطنه عن الحرام، والآثام، والشبهات؟
ـ أين أنتم من عف فرجه من الفاحشة، والبغاء؟
وأين نساؤكم من حجاب مريم العذراء، وحيائها، وعفتها، وسترها، ونقائها، وطهارتها؟، حتى قال الرب فيها: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) التحريم: 12
إنّما نحن نتشرف أن نكون من أتباع سيدنا المسيح آمنا به ، وصدّقنا بقوله ، واتبعنا سيرته ، ونهجه فدلّنا على الطريق ، وهدانا إلى الرشاد ، وسمعنا صوته ونحن في الأصلاب ؛ وهو القائل بحسب نقل القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) الصف: 6
فبشَّرنا برسول الله محمد (صلى الله عليه وآلة)، وصَدَق فيما بشر به، فسلام عليه – يوم ولد ويوم قبضه الله إليه ويوم يبعث من السماء ليحيي الحق ويميت الباطل – ورحمة الله وبركاته