الحلقة السابعة
قال تعالى في محكم كتابه الحكيم: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} سورة آل عمران ٥٢.
لاحظ الكثير التحليلات والتأويلات لخطاب المرجعية الشاهدة الرشيدة في الزيارة الفاطمية، والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد لاحظنا أن القراءات متباينة فمنهم من ظهر كأنه المقداد أو سلمان أو أبي ذر أو مالك الأشتر (رضوان الله عليهم). وأخذ يقرع الآخرين ويعاتبهم وكأنه قد بذل كل وقته وماله وجهده في نصرة الله تعالى وأوليائه، وإذا سألناه ماذا قدمت خلال سني عمرك؟ لا تجد له أثراً يذكر.
لذا أريد أن أقول لهؤلاء أن إلقاء اللوم على الآخرين وعلى الظروف هي طريقة سهلة لعدم تحمل المسؤولية ولكنها طريقة الضعيف المتظاهر بالقوة. وبعضهم نظر إلى البشارة وحالة المقارنة بين الحواريين وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) مع أنها لا تشمل الجميع. بل تخص الفئة العاملة المخلصة والتي نكن لها كل الاحترام والتكريم والثناء، ولو أردنا أن نلقي نظرة فاحصة لهذه الحالة من التخبط لوجدنا أن المرجع (دام ظله) أشار إليها في الخطاب وهي الهزيمة وعدم النصر على النفس التي هي الميدان الأول. والذي يحقق النصر في هذا الميدان سيحقق الانتصارات تلو الانتصارات بعون الله تعالى وألطاف أوليائه.
إن تفعيل خطاب النصرة لا يتحقق من خلال التحليلات والتنظيرات التي لا طائل منها بل يكون من خلال توطيد العلاقة مع الأخيار والعاملين والسعي الجاد للعمل بما جاد به الله تعالى علينا على لسان المرجع (دام ظله). وكذلك بإقناع غير العاملين بالعمل لا من خلال التهجم والتعيير بل من خلال الزيارة لهم ومحاورتهم وترغيبهم وترك مجاملتهم عند اللقاء واغتيابهم في حال غيابهم.
وندائي، أنا المقصر الذي لا يبرئ نفسه، إلى الجميع لترك لوم الآخرين ومغادرة حالة تبرئة النفس من التقصير وادعوهم إلى السعي للعمل الجاد بالفقرات التي أشار لها سماحته (دام ظله).
اللهم أعنا على أنفسنا بما تعين الصالحين وألحقنا بالعاملين المخلصين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين (صلواتك عليهم أجمعين).
الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية