ونحن في رحاب شهر رجب المرجب التي جاءت الروايات تمدح فضله وتبين ما فيه من ثواب لمن صلى كذا من الصلوات أو دعا بذاك الدعاء، وهناك العديد من الأدعية الواردة في خصوص هذا الشهر العظيم.
ومن تلك الأدعية بخصوص شهر رجب هو دعاء (مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً…..).
إن البعض يكتفي بقراءة الدعاء بينما الأرقى هو التأمل والقراءة والتفاعل الشعوري حال الدعاء، وإن المؤمن الراهب والراغب ينادي الرب المتعال في الدعاء (يا من أرجوه لكل خير). لأن كل خير هو من الله عزوجل وإن من معاني (وآمن سخطه عند كل شر) أن الإنسان يعاتب نفسه أمام المولى بهذه الجملة. فيقول بلسان الحال أنا يا رب أعيش الغفلة عند كل معصية موجبة لسخطك؛ فأشعر بالأمان لجهلي وإن العبد المتقي حين يعلن في دعائه (وآمن سخطه عند كل شر). يرى أنه يعيش في كنف الله تعالى حتى وإن نزل سخط من حوله فهو في مأمن لشدة ثقته بالله عزوجل.
أن يعطي الرب المتعال من سأله هذا أمر طبيعي جداً (يا من يعطي من سأله). ولكن الأمر الغريب أن يعطي من لم يسأله والأغرب أن يعطي من لم يعرفه. هذا هو الرب الذي يعطي من سأله ومن لم يسأله وإن رب العالمين بعد أن أنعم على الإنسان بنعمة الوجود زوده بمقومات العيش. وما يحتاجه للرشد والتكامل لطفاً منه ببني آدم (تحننا منه ورحمة).
(أعطني بمسألتي) فالمؤمن يعيش الفقر أمام الله عزوجل، فلا يسأل عن استحقاق ولا لدرجته ولا إيمانه ولا لملكاته. بل المسألة ناشئة من فقير يستعطي مالك الملك والملكوت.
محاضرة : فضيلة الشيخ عباس خليفه في مشاية الزيارة الزبنبية
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية