الدعاء إقبال علىٰ الله، ولابدّ لهذا الإقبال من تحضير للنفس.
ومن التحضير لذلك البدء بحمدالله تعالىٰ والثناء عليه والشكر لنعمائه وفضله، والاستغفار بين يدي الله من الذنوب، والصلاة والسّلام علىٰ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته، فإن ذلك من أساليب الإعداد والتحضير النفسي للدعاء، ويتهيّأ الإنسان خلال هذا التقديم للإقبال علىٰ الله والسؤال والطلب من الله.
وقد ورد الحمد، والثناء، والشكر، والاستغفار والصلاة علىٰ رسول الله وأهل بيته في مقدمة أكثر الأدعية كما يتخلل الكثير منها.
عن العيص بن قاسم قال : « قال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن علىٰ ربّه وليمدحه… فإذا طلبت الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار، وامدحوه، واثنوا عليه، تقول : يا أجود من اعطىٰ، ويا خير من سئل ، ويا أرحم من استرحم، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً احد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلی، يا من ليس كمثله شيء، يا سميع يا بصير. وأكثر من أسماء الله عزّوجلّ فإن أسماء الله عزّوجلّ كثيرة، وصلّ علىٰ محمد وآل محمد، وقل: اللّهم أوسع عليّ من رزقك الحلال ما اكفّ به وجهي، واُؤدي به عني (عن) امانتي ، واصل به رحمي، ويكون عوناً لي في الحج والعمرة وقال: إن رجلاً دخل المسجد فصلىٰ ركعتين ثم سأل الله عزّوجلّ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عجّل العبد ربه ، وجاء آخر فصلیٰ رکعتين ثم اثنیٰ علیٰ الله عزّوجلّ.
الشيخ محمد مهدي الأصفي
الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام)