بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن محمد الصدر عالماً أو مرجعاً أو قائداً فحسب، بل كان من رجال الله وأوليائه تعالى.
ذلك الرجل الإلهيّ الذي نال الفقاهة والاجتهاد والأعلمية ممزوجة بالإخلاص لدينه ومذهبه وأمته ومجتمعه، ليجسّد بذلك مصداق العالم الربانيّ العامل بعلمه، المستنقذ للعباد من التيه والضلال في زمن غاب عنهم إمامُهم الحجة (عجل الله فرجه الشريف).
ذلك الرجل الإلهيّ الذي أفنى وجوده كلَّه، وقدّم كلَّ ما لديه في سبيل المبدأ الذي كان قد آمن به، وآلى على نفسه أن لا يحيد عنه مهما واجه من صعاب وتحديات.
ذلك الرجل الإلهيّ الذي استطاع ولفترة وجيزة جداً أن يحقق تغييراً اجتماعياً جذرياً في العراق بل وخارجه، من خلال ما قدّمه من نتاجٍ معرفيٍّ في بحوث القرآن الكريم والفقه والفكر الإسلامي والعقيدة والقضية المهدوية العالمية العادلة وغير ذلك من حقول المعرفة، إلى جنب ما قدّمه لمجتمعه وأبنائه المؤمنين في ميادين العمل الميداني الفردي والاجتماعي على حدٍّ سواء.
ذلك الرجل الإلهيّ الترابيّ، الحر المتواضع الأبيّ، الذي عاش هموم شعبه وأمته فخرج منهم ليعود إليهم بعطائه الثرّ.
لن ننساك سيدي أبا مصطفى يا شهيد العراق الحيّ في ضمائرنا، وسنبقى على العهد الذي عاهدناك عليه ما حيينا، والله المستعان والناصر.
فسلامٌ على صدر العراق ما بقيَ الدهرُ، من مقلديه بل ومن كل عشّاقه، عشّاق العلم والمعرفة والإخلاص والتضحية والبناء للإنسان والأوطان أينما كانوا.
ليلة الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل علَم العراق وشهيدِه الحيّ محمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه.
سماحة الشيخ عباس الناصري “دام توفيقه”
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية