🔴یعتبر العزاء على الشخص نوعاً من تعظیمه وتکریمه ورعایة موقعه وشخصیته.
فقد قال النبی(صلى الله علیه وآله): «مَیِّتٌ لا بَواکِیَ عَلَیْهِ، لا إِعْزازَ لَهُ» ولاسیما العزاء على أولیاء الله الذی یعدّ من المصادیق البارزة لتعظیم شعائر الله والثناء على عقیدتهم وتکریم نهجهم وجهادهم. ومن هنا حین رجع رسول الله(صلى الله علیه وآله) من معرکة أحد ورأى قبیلتا «بنی الأشهل» و«بنی الظفر» تبکیان شهدائها ولا بواکی لعمه حمزة قال: «لکِنَّ حَمْزَةُ لا بَواکِیَ لَهُ الْیَوْمَ». فلما سمعت نسوة المدینة اجتمعن فی دار حمزة وأخذن یندبنه ویقمن العزاء علیه. وحین أُبلغ رسول الله(صلى الله علیه وآله)بشهادة جعفر الطیار فی مؤتة ذهب إلى بیت جعفر ثم الزهراء(علیها السلام)فرآها باکیة فقال: «عَلى مِثْلِ جَعْفَر فَلْتَبْکِ الْبَواکِی»
🔴وقد جاء القرآن الکریم عن تلک الطائفة من قوم موسى الذین سلکوا سبیل الغی والضلال، (فَمَا بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا کَانُوا مُنظَرِینَ).ویفهم من هذه العبارة أنّ عدم استحقاق بکاء الآخرین نوع من التحقیر والتفاهة. وعلى هذا الأساس نفهم وصیة الأئمة حین قالوا:
«خالِطُوا النّاسَ مُخالَطَةً إِن مِتُّمْ مَعَها بَکَوْا عَلَیْکُمْ وِإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَیْکُم»
وعلیه فإقامة مراسم العزاء على الإمام الحسین(علیه السلام) تلک الشخصیة الفذة والفریدة من أهل بیت العصمة والطهارة والذی یعدّ من أولیاء الله والأئمّة المعصومین لمن المصادیق البارزة لتعظیم شعائر الله بغض النظر عن تخلید المقام الرفیع لذلک الإمام الهمام: (وَمَنْ یُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
🔴وکیف لا یکون کذلک فی حین اعتبرت الصفا والمروة من شعائر الله وهی لیست أکثر من مکان، وذلک کونها عامرة بذکر الله: (إِنّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)
🔴قطعاً إنّ الإمام الحسین(علیه السلام) الذی تعامل مع الله بکل کیانه ووطأَ مذبح الشهادة بجمیع أهل بیته لیقدم تلک القرابین فی سبیل الله لمن أعظم شعائر الله، وإقامة مجالس العزاء علیه إنّما تعتبر تعظیماً لأحد أعظم شعائر الله.
المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي