كانت له بين السجدة والسجدة.. سجدة..!
وبين الدعاء والدعاء.. دعاء!
وبين الابتهال والابتهال.. ابتهال!
كان يربط الليل بالنهار بالسجدة الطويلة!
ويغسل مرايا قلبه بالدمعة الغزيرة، وكان يخشوشن للعبادة ليزداد ثواباً على ذلك، فكان في حالة الصلاة يلبس أخشن ثيابه، ويبرز إلى موضع خشن فيصلي فيه، ويسجد على الأرض.
لقد ذاب في العبادة وذابت العبادة فيه، حتى أصبح – بعد آبائه الطاهرين – أفضل من صلى لله. وأتقى من عبد ربه، وأخلص من استجاب لدعوته.
لقد كان بحق سيد الساجدين، وزين العابدين. كان، كأنه العبادة تمشي على قدمين. وكأنه الصلاة متجسدة في مصلاها، أو الدعاء متمثلاً في داعيه، أو الخشوع متقمصاً شخصية الخاشع. وحكاياته في العبادة أكثر من أن تحصى.
الإمام زين العابدين (ع)، صاحب الصحيفة الربانية وحامل الآلام المضيئة
السيد هادي المدرسي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية