بلا شك أن كل زوجة آمنة مطمئنة من نفسها بحيث أنها وفرت كل أجواء الراحة والسعادة لزوجها تعلم أنه محال أن يتزوج عليها زوجها من إمرأة ثانية، فكل ما يحتاجه الرجل الملاذ والسكن الآمن فهو يحتاج إلى زوجة تتفهم مشاعره وتحترمه وتحبه ولا تبحث عن عثراته ولا تضغط عليه أكثر من طاقته، وقد عبر الله تعالى عن مثل هكذا زوجة بالسكن والملاذ الآمن للرجل، حيث قال (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا ( لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) (الروم /21).
وشبهها الله بالسكن (لتسكنوا) فهي كالسكن الذي يتوفر فيه كل وسائل الراحة، فأي نقص في البيت الذي يسكنه الإنسان ينغص عليه عيشه ولا يجد فيه الراحة، فكذلك الزوجة لما كانت هي السكن فلابد لها أن توفر كل أسباب السعادة والراحة لزوجها ولا يقال أو تحاجج المرأة – لماذا لا يوفر الزوج هكذا راحة للمرأة!؟؟؟
وذلك لأن الله جعل من خصوصياتك أيتها الزوجة وهذه كرامة لك أن الله اختارك لتكوني كذلك، فلا تقلبي الموازين حسب أهوائك ورغباتك كي تبرري ما تعملينه، فأنت الوحيدة في الأسرة القادرة على تحويل الحياة الأسرية إلى جنة أو جحيم.
واعلمي أنه متى ما لم توفقي لذلك، فإن زوجك يبحث عن البديل ويبحث عمن يسكن قلبه وروحه فيجد في غيرك ما لم يجده فيك فينجذب إليها ويتخلى عنك ولو معنوياً وروحياً –
وهنا أمامه خيارات –
١- إما أنه يرضى بالواقع وتكون الحياة الأسرية جحيم لكل أفراد الأسرة.
٢- أو أنه يبحث عن من يشبع رغباته بالحرام والعياذ بالله خوفاً منك أو وجود بعض الموانع، وعند ذلك تكوني أنت من فتحت باب الحرام له فتكوني شريكة له في معصيته، وهنا من يخاف الله لا يرتكب هذا الفعل فلابد له من خيار آخر ينجيه من معصية ربه ويحقق راحته فيختار أحد الخيارين التاليين⬇️
٣- أو أنه سوف يتزوج بالسر وعندها تكوني قد خسرت الكثير من مكتسباتك فصار لك شريكة في السر ينفق عليها زوجك ويصرف النظر عنك وعندها لا يبالي بك.
٤- أو يتزوج بالعلن وعندها تكوني أنت الخاسر الأكبر في هذه المسألة لأنك سوف تخسرين أغلب مكتسباتك الزوجية، وما كنت تخشينه وقع فلا مفر لك من القبول بالواقع أو الانفصال.
وتعلمين لم تخافين أيتها الزوجة الأولى من الزوجة الثانية –
لأن الزواج الأول جاء نتيجة الغريزة فكل هم الشاب والشابة إشباع الغريزة الجنسية، لكن الزواج الثاني للرجل معناه اختيار الشريك عن عقل ودراية ورغبة حقيقية، فلذلك تكون الزوجة الثانية هي الأقرب إلى قلب الزوج وهي التي تشاركه كل شيء سيما إذا كانت هي كبيرة في العمر أو كانت لها تجربة زواج أول باء بالفشل، فتنبهي لذلك وتعلمين أنك لم توفري كل متطلبات زوجك فتخشين من غيرك أن توفر له كل ذلك فحاولي قدر الإمكان سد الثغرات الموجودة عندك إذا كنت لا تريدين شريكة لك بزوجك ابحثي عن الحلول بدلاً من مراقبة الزوج وتفتيش الموبايل.
ومن هنا أنصح كل زوجة تريد الحفاظ على زوجها أن توفري له أجواء الراحة والسكن الآمن فتشي عن رغباته لا رغباتك فرغبات زوجك محدودة ورغباتك كتاب مفتوح لا ينتهي.
وتذكري أن القدح المملوء لا يستوعب أكثر من حجمه.
والصراحة تؤلم لكن الواقع أكثر إيلاماً إذا لم يعالج.
السيد سعد أحمد الأعرجي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية